أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني اليوم الأحد من غرداية أن فرنسا ليست لديها " أية نية" للإعتراف بجرائمها الإستعمارية في الجزائر، لافتا أن عملية تسوية هذا الملف المرتبط بالذاكرة بين البلدين قد تم " تعليقه". ولدى استعراضه لشتى مراحل المعاناة التي عاشها الشعب الجزائري تحت نير الإستعمار الفرنسي أوضح الوزير في أعقاب زيارة العمل التي قام بها إلى غرداية، "أن فرنسا لم تتوصل بعد إلى الإعتراف بجرائمها وليست لديها أية نية لتسوية هذا الملف المتعلق بالذاكرة وبالتالي فإن العملية المتعلقة بهذه المسألة مع فرنسا قد تم "تعليقها". ودعا في هذا الصدد غرفتي البرلمان إلى "إعادة فتح ملف تجريم الإستعمار الفرنسي في الجزائر". وذكر الوزير لدى تفقده مركز الراحة للمجاهدين بالمحطة الحموية زلفانة، أن "الشعب الجزائري بمختلف أطيافه الإجتماعية عبر مجموع التراب الوطني، قد عانى من الفظائع والجرائم التي ارتكبتها فرنسا الإستعمارية منذ 1830" قبل أن يعلن أن "إحصاء شاملا يوجد قيد التنفيذ لكل الجرائم الإستعمارية +المدمرة+". وأشار الى أن الشعب الجزائري "على وعي بان القوة الإستعمارية القديمة تسعى إلى زعزعة استقرار الجزائر وإجهاض الانتخابات الرئاسية القادمة". وأكد السيد زيتوني أن الجزائر "بصدد التحضير لمرحلة هامة ومصيرية في تاريخها المعاصر" ، داعيا إلى "التحلي باليقظة لإلحاق الهزيمة بأعداء الوطن" من خلال المشاركة القوية في الإنتخابات الرئاسية ليوم 12 ديسمبر الجاري. وقال وزير المجاهدين أيضا "ينبغي أن نعمل على إنجاح الإستحقاق الرئاسي المقبل وحماية الجزائر بالوفاء لمبادئ ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المجيدة ولعهد الشهداء"، مشيدا بالمناسبة بالدور الذي يؤديه الجيش الوطني الشعبي لضمان أمن البلاد. وأكد في هذا الخصوص أن الجيش الوطني الشعبي "يعمل دوما على حماية الديمقراطية واستقرار المؤسسات وفقا للدستور"، قبل أن يندد بلائحة البرلمان الأوروبي حول الجزائر التي اعتبرها" تدخلا في الشؤون الداخلية لبلدنا". وحث السيد زيتوني الأجيال الناشئة على المحافظة على الوحدة الوطنية ووحدة التراب الوطني اللتان تشكلان "مكاسب غير قابلة للتصرف فيها" والتي تم التحصل عليها بفضل دماء الشهداء وتضحيات كافة الجزائريين والجزائريات. وقبل ذلك، أشرف وزير المجاهدين رفقة السلطات الولائية بغرداية على مراسم الترحم على أرواح الشهداء الأبرار بمقبرة الشهداء بعاصمة الولاية، قبل أن يقوم بزيارة مركز الراحة للمجاهدين بالمحطة الحموية زلفانة (60 كلم شرق غرداية) الذي حظي بأشغال توسعة. وبالمناسبة، أعلن السيد زيتوني أن 25 مرفقا مماثلا قد شيد وتوجد قيد الاستغلال عبر التراب الوطني لفائدة المجاهدين، وأن دائرته الوزارية تعتزم إنجاز "في القريب" ثلاثة مراكز راحة بكل من وهران وتلمسان وتيزي وزو، مشيرا في ذات الوقت أن ورشات مركزي عين تموشنت وبجاية على وشك الإنتهاء. كما كشف الوزير أيضا أن الأفلام التاريخية حول الأبطال الأشاوس محمد بوغرارة وسي الحواس وزيغود يوسف سيشرع في تصويرها في 2020 ، قبل أن يعلن كذلك عن إنجاز متحف بغرداية سيخصص لأعمال شاعر الثورة مفدي زكرياء. واختتم وزير المجاهدين زيارته لولاية غرداية بإشرافه على مراسم إطلاق إسم الشهيد أحمد زهانة المدعو زبانة على وحدة الحماية المدنية ببلدية ضاية بن ضحوة (11 كلم شمال غرب مقر الولاية).