تنظم رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل، يومي الأربعاء والخميس بالعاصمة المالية باماكو، أشغال ورشتها ال11 والتي ينتظر فيها الإعلان الرسمي عن صدور دليل تدريس التربية الدينية السليمة، في إطار مساعيها ل"حماية الشباب من مخاطر التطرف والعنف". وسيمسح هذا الدليل الأول من نوعه برفع وتحسين نوعية التعليم الديني في المدارس بحيث سيوضع تحت تصرف المكونين في منطقة الساحل ليكون لهم بمثابة مرجع موثوق به. وتأتي ورشة باماكو استكمالا للجهود التي شرع فيها خلال الورشة السادسة المنعقدة في يوليو 2017، أين اتفق أعضاء المكتب التنفيذي للرابطة على المحاور والمواضيع الرئيسية المتعلقة بالتعليم الديني في المؤسسات التربوية بالمنطقة. وكان أعضاء الرابطة قد ناقشوا محتوى هذا الدليل في الورشة العاشرة (سبتمبر 2019 بالعاصمة الموريتانية) مقترحين إثراءه من حيث المفاهيم والمصطلحات ودعمه بالمزيد من الأدلة الدينية من القرآن والأحاديث النبوية. وبعد قرابة عامين من التشاور والتبادل بين الأعضاء تم التوصل إلى نسخة محسنة من الدليل ستعرض على المصادقة في ورشة باماكو. ويحتوي "دليل الممارسات السليمة لتدريس مادة التربية الدينية في مواجهة الغلو والتطرف العنيف" على ثلاثة محاور رئيسية: المصطلحات، الأخلاق، الشبهات. ويشمل محور "المصطلحات" تعاريف وشروح لجملة من المفاهيم منها "الدين ومراتب التدين، الفرقة و الإختلاف، الغلو و التطرف، الولاء و البراء، الجهاد و القتال، الأمة والمواطنة، الحقوق و الواجبات، الدعوة إلى الله، التقليد والإجتهاد والتجديد". كما يحتوي المحور الثاني، على مواضيع تتعلق بالقيم والأخلاق الإسلامية من بينها "الرحمة، الحب، النفع و التعاون، السلم و الموادعة، حسن الظن، الصبر والشكر لله، الرفق والحلم، الوسطية والإعتدال، العدل والمساواة، الحرية والمرأة". بينما خصص المحور الثالث للرد على بعض الشبهات والمتعلقة ب"التكفير، المنابذة بالسيف، تحكيم الشرع، دار الإسلام ودار الكفر، الردة، الجهاد بين المقصد الشرعي والتطرف الفكري، معاملة الأسرى في الإسلام، علاقة المسلمين بغير المسلمين، التهجم على الإسلام وأثره في نشأة التطرف". ويشارك في هذه الورشة ال11 عدد من كبار العلماء والأئمة والدعاة وكبار المرشدين، الممثلين للدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر، موريتانيا، ليبيا، مالي، نيجيريا، النيجر، بوركينا فاسو و تشاد وكوت ديفوار وجمهورية غينيا والسينغال. كما تعرف ورشة باماكو التي تنظمها الرابطة بالتعاون مع وحدة التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي، مشاركة فاعلين في الحقل الثقافي المحلي. وتعد وحدة التنسيق والإتصال آلية إقليمية للتنسيق الأمني و تبادل المعلومات بين دول الساحل لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. ويرتكز نشاط هذه الوحدة التي أنشئت في 2010 على التنسيق بين دول المنطقة وتفعيل جهود المجتمع المدني في الوقاية من التشدد والتطرف.