تتواصل أشغال الورشة ال10 لرابطة أئمة وعلماء و دعاة دول الساحل بنواكشوط (موريتانيا)، لليوم الثاني على التوالي قبل أن تختتم مساء يوم الخميس وتتوج بالإعلان الرسمي عن إصدار "أول" دليل ديني و علمي لمواجهة خطر التطرف العنيف. ويتضمن برنامج اليوم الثاني من الورشة ال10 لرابطة أئمة و علماء و دعاة دول الساحل التي تنظم بالتعاون مع وحدة التنسيق والإتصال، تدخل ممثل كل من دولة غينيا كرناكري و دولة التشاد لإبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم، تتبع بنقاش قبل ان تجمع التوصيات ويعلن رسميا عن اكتمال الدليل و تحريره النهائي. وكان اليوم الأول من الورشة العاشرة لأعضاء المكتب التنفيذي لرابطة أئمة و علماء ودعاة دول الساحل التي أشرف على افتتاحها الوزير الموريتاني للشؤون الإسلامية و التعليم الأصلي السيد الداه ولد سيد أعمر طالب، قد شهدت عديد من المداخلات والنقاشات لثلة من علماء دول الساحل من أعضاء الرابطة إلى جانب الهيئات المشاركة في اللقاء، على غرار "وحدة التنسيق والإتصال" و "المركز الإفريقي للدراسات و البحث حول الإرهاب" التابع للإتحاد الإفريقي و "بعثة الإتحاد الإفريقي إلى مالي و الساحل". و أجمع المشاركون في اليوم الأول من أشغال الورشة ال10 على أن مبادرة إصدار "أول" دليل ديني لمواجهة التطرف تعد خطوة عملية "حاسمة" لزرع التعاليم الصحيحة للدين الإسلامي منذ تأسيس الرابطة بالجزائر سنة 2013. وركز المشاركون في اللقاء الذي تنظمه الرابطة بالتعاون مع وحدة التنسيق والإتصال على مدار يومين كاملين على ضرورة مواصلة المجهودات المبذولة على نفس الوتيرة و النسق مع إيلاء الجانب العملي أهمية خاصة. وفي السياق، كشف رئيس الرابطة في تصريح لوأج على هامش الورشة أن الدليل، موضوع اللقاء، يعد "الأول" من نوعه في المنطقة والعالم الإسلامي، مبرزا أنه تضمن تصحيحا لعديد المفاهيم والفتاوي والمصطلحات الخاطئة ما يجعل من الشباب فريسة سهلة للوقوع في فخ التطرف والتشدد الديني. من جهته ، أبرز الأمين العام للرابطة بالنيابة السيد محمد ضيف أن نشاطات الرابطة دخلت مرحلة "اللاعودة" بعد سلسلة لقاءات انحصرت على الجانب التحسيسي في مواجهتها "للراديكالية وتشويه صورة الإسلام عبر العالم باستعمال أبنائه" ودخلت مرحلة "التأسيس" للعمل الميداني عن طريق بعث مشاريع عملية لحلحلة ما وصفه بإشكالية "فهم النصوص". بدوره، شدد ممثل الجزائر، الشيخ كمال شكاط، عضو مؤسس في الرابطة، أن الجزائر تولي أهمية بالغة لموضوع التطرف و أخطار الراديكالية من خلال ابتكار أساليب عمل و مناهج حديثة تواكب التطورات الحاصلة في عالم اليوم لمواجهة الظاهرة عن طريق الأفكار، واصفا إصدار دليل فكري و ديني بالمرحلة الحاسمة في تاريخ الرابطة منذ تأسيسها سنة 2013 بالجزائر العاصمة. وسيتم وضع الدليل بعد تحريره النهائي تحت تصرف العلماء والدعاة والأئمة والعاملين في الشأن الديني ل"مكافحة التطرف والرد على الشبهات و تعزير مبادئ السلم و المصالحة" من خلال مقترحات الأعضاء، ما من شأنه "تعزيز و تحسين محتوى تدريس التربية الإسلامية في المدارس" حسب الأمين العام للرابطة بالنيابة محمد ضيف. ويحتوي مشروع "دليل الممارسات السليمة لتدريس مادة التربية الدينية في مواجهة الغلو و التطرف العنيف" على ثلاثة محاور تتعلق ب "المصطلحات" و "الأخلاق " و "الشبهات" و يأخذ بعين الإعتبار خصوصيات كل دولة من أعضاء الرابطة. وتأتي الورشة ال10 بمشاركة أعضاء المكتب التنفيذي للرابطة التي تنظم بالتعاون مع وحدة التنسيق والإتصال، تجسيدا للإتفاق المنبثق عن أشغال الورشة ال6 المنعقدة يومي 6 و 7 يوليو 2017 بالعاصمة نواكشوط أين تم الإتفاق على ضرورة تدعيم المناهج التربوية المتعلقة بتدريس التربية الدينية و جعلها في مستوى مواجهة التحديات الراهنة. وتعد وحدة التنسيق والإتصال آلية إقليمية للتنسيق الأمني و تبادل المعلومات بين دول الساحل لمكافحة الإرهاب و التطرف العنيف، أنشأت سنة 2010، يتركز نشاطها على التنسيق بين دول المنطقة و تفعيل جهود المجتمع المدني في الوقاية من التشدد و التطرف. ويشارك في هذه الورشة ثلة من كبار الأئمة و الدعاة و علماء الدين و كبار المرشدين يمثلون الدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر و موريتانيا و ليبيا و مالي و نيجيريا و النيجر و بوركينا فاسو و تشاد بالإضافة إلى دولتين بصفة ملاحظ في إطار مسار نواكشوط وهي كوت ديفوار و جمهورية غينيا، فضلا عن ممثلين لمنظمات أقليمية و قارية و كذا جامعيين و فاعلين في الحقل الثقافي المحلي.