ستعقد عدة اجتماعات مهمة لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيب) يومي الخميس و الجمعة بفيينا (النمسا)، مع مشاركة الجزائر. ويتعلق الأمر بالدورة 17 لاجتماع الجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق التعاون الأوبيب-خارج الاوبيب المبرمج يوم 5 ديسمبر و الذي سيكون متبوعا بالندوة ال177 لمنظمة الاوبيب. و حسب البرنامج الذي حددته المنظمة، تم برمجة ليوم 6 ديسمبر الاجتماع الوزاري السابع للبلدان الأعضاء في الأوبيب و خارج الأوبيب على رأسها روسيا (أوبيب+) و الاجتماع الأول لميثاق التعاون. و أكد بيان لوزارة الطاقة أنه من المقرر أن يبحث اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق التعاون الأوبيب-خارج الاوبيب مدى احترام البلدان الأعضاء في الاوبيب و خارج الاوبيب للالتزامات التي تعهدت بها و المتضمنة في اتفاق ضبط انتاج الأوبيب-خارج الاوبيب الموقع بالجزائر سنة 2016. كما يتضمن جدول أعمال هذه الاجتماعات الهامة دراسة مدى احترام الالتزامات التي تعهدت بها البلدان الأعضاء في الأوبيب و خارج الاوبيب و تطور السوق البترولية الدولية و آفاقها. و تأتي هذه الاجتماعات في سياق عالمي يتميز بعدم استقرار أسعار النفط التي تبقى متأثرة بفعل عدة عوامل لاسيما ذات طابع جيوسياسي. و أكد الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو في تصريح سابق أنه ينتظر "تحسنا" ممكنا للطلب سنة 2020 لاسيما إذا توصلت الولاياتالمتحدةالأمريكية و الصين إلى اتفاق تجاري و في حال تسجيل تراجع "ملحوظ " لعرض البلدان خارج الأوبيب. و في مقدمة آخر تقرير سنوي للمنظمة، أشار ذات المسؤول إلى أن الأوبيب ركزت على تحسين الحوار و التعاون في إطار "تصريح التعاون" التاريخي و "ميثاق التعاون" المصادق عليه مؤخرا من طرف 24 منتج أوبيب و خارج أوبيب بمثابة وسيلة مساعدة و مساهمة (...) من أجل صناعة نفطية مستقرة". و قال محللون في هذا السياق أنه من المرتقب أن تواصل البلدان الأعضاء في الأوبيب+ تخفيض انتاجها إلى غاية نهاية سنة 2020 دون إجراء تخفيضات جديدة في حين ينتظر آخرون أن تناقش الأوبيب و شركائها تخفيض جديد محتمل لعرض الخام. و نقلت العديد من وسائل الاعلام اليوم الأربعاء أن "الوزير العراقي للنفط اقترح مجددا أن الأوبيب+ بصدد دراسة تخفيض جديد للانتاج و يعتقد أن الأعضاء الآخرون لن يشكلوا عائقا". و حسب الوزير العراقي، فقد تم التوصل إلى اتفاق بين العديد من الأعضاء الرئيسيين للأوبيب قصد تخفيض الانتاج ب 400.000 برميل إضافي/اليوم، حيث سيبلغ إجمالي التخفيضات 6ر1 مليون برميل"، يضيف ذات المصدر. من جهتها، أكدت الجزائر عشية هذه الاجتماعات الهامة أنها "ستواصل جهودها بالتعاون مع البلدان الأعضاء الأخرى و غير الأعضاء في الأوبيب من أجل ضمان استقرار الاسعار و توازن السوق خدمة لمصلحة المنتجين و المستهلكين". و شدد وزير الطاقة محمد عرقاب أثناء الاجتماع ال16 للجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق الدول الأعضاء و غير الأعضاء بالأوبيب الذي عقد في سبتمبر المنصرم بأبو ظبي (الإمارات العربية المتحدة)، على ضرورة تطبيق صارم لالتزامات الدول الأعضاء و غير الأعضاء في الأوبيب، بتقليص انتاجها النفطي طبقا لاتفاق التعاون. و تتكون هذه اللجنة من سبعة (7) بلدان أعضاء في الأوبيب ( الجزائر و المملكة العربية السعودية و الامارات العربية المتحدة و العراق و الكويت و نيجيريا و كذا فينزويلا) و من بلدين اثنين غير أعضاء بمنظمة أوبيب ( روسيا و كازاخستان). يذكر أن المنظمة و شركاءها و على رأسهم ورسيا قد اتفقوا، منذ سنة 2016، بتحديد ارادي لإنتاجهم بهدف دعم الأسعار. وكانت منظمة أوبك قد اتفقت في ديسمبر 2018 مع عشرة بلدان منتجة خارجها وعلى رأسها روسيا على خفض مشترك لإنتاجها بمعدل 2ر1 مليون برميل يوميا (خفض 800.000 برميل يوميا من طرف بلدان اوبك و 400.000 برميل يوميا من طرف البلدان المنتجة خارجها). وتم تمديد هذا الاتفاق لفترة اضافية بداية من 1 يوليو الى غاية 31 مارس 2020 خلال اجتماعات الأوبيب و شركائها المنعقدة في يوليو الأخير. و قد صادق أيضا أعضاء الأوبيب و شركائهم على " ميثاق التعاون". هذا الالتزام رفيع المستوى يسمح "باستكمال الحوار الفعال بين البلدان المعنية ببيان التعاون على المستويين الوزاري و التقني". و من جهة أخرى، شكلت الاجتماعات السابقة فرصة من أجل اعادة التأكيد على "الالتزام المستمر" للدول المنتجة المشاركة في "بيان التعاون" لصالح سوق مستقرة و المصلحة المشتركة للدول المنتجة و تموين ناجع اقتصادي و أكيد للمستهلكين. و بلغ الانتاج الخام لكافة البلدان أعضاء الأوبيب 29،650 مليون برميل في اليوم في شهر اكتوبر، أي ارتفاع قوي قدر ب 943،000 برميل في اليوم مقارنة مع سبتمبر، بحسب مصادر ثانوية ( غير مباشرة) وردت في التقرير الأخير للمنظمة. هذا الانتاج ناتج أساسا عن قفزة في الانتاج قدرها 1،094 مليون برميل في اليوم من الانتاج السعودي الذي بلغ 9،890 برميل في اليوم، أي زيادة قليلة من مستوى شهر أغسطس (9،851 برميل في اليوم) و خاصة زيادة أكثر بكثير من سبتمبر (8،796 مليون برميل). و بقيت أسعار النفط تدور حول 60 دولار أمريكي للبرميل خلال الجزء الأكبر من السنة الجارية. و في يوم الأربعاء الفارط، سجلت أسعار الذهب الأسود ارتفاعا، حيث قارب برميل برينت لبحر الشمال لأجال التسليم لشهر فبراير 63 دولار أمريكي بلندن، أي ارتفاعا يقدر ب 1،91 بالمائة مقارنة بيوم الثلاثاء. و بنييورك، اكتسب سعر نفط ويست تكساس لأجال شهر يناير 1،64 بالمائة لدى 57،02 دولار أمريكي.