من خلال ال5 آلاف قنطار من الحبوب التي تم تحقيقها خلال سنة 2019 على مساحة 100 هكتار في إطار الورشة الضخمة لمؤسسة كوسيدار للفلاحة الخاصة باستصلاح 16 ألف هكتار بالمحيط الفلاحي قرقيط الصفيحة ببلدية بابار "جنوبخنشلة" بصحراء النمامشة بدأت تتجلى تباشير مشروع ينبئ بالثروة والازدهار. وبهذه الصحراء التي يطلق عليها "الميتة" والواقعة على بعد 150 كلم عن عاصمة الولاية تسحر حقول القمح الناضجة المبادرين لهذا المشروع وتزيد من عزيمتهم على تحدي قساوة الظروف والخصائص غير المشجعة للأرض وتربتها الرملية. ومكنت هذه التجربة التي تعد الأولى من نوعها بهذه الصحراء الشاسعة من استحداث 100 منصب شغل لفائدة شباب بلديات بابار والمحمل وأولاد رشاش والرقم مرشح للارتفاع خلال السنوات القليلة المقبلة موازاة مع دخول 1.500 هكتار أخرى حيز الاستغلال ضمن مشروع الاستصلاح والمخصصة لزراعة الأعلاف والأشجار المثمرة. المياه لإعادة الحياة لصحراء "الميتة" واستنادا للسيد بوزيد صدام حسين مدير مشروع كوسيدار للفلاحة بالمحيط الفلاحي قريقط الصفيحة فإن المؤسسة استفادت من عدة تسهيلات من مديريتي المصالح الفلاحية والموارد المائية لولاية خنشلة سمحت لها خلال الموسم الأول بوضع 23 بئر عميق حيز الخدمة فيما تتواجد 10 آبار أخرى في طور الإنجاز على أن تكون جاهزة للاستغلال بداية من الموسم الفلاحي المقبل. وأضاف ذات المتحدث بأنه "تم في إطار برنامج المؤسسة الرامي إلى توفير الموارد المائية اللازمة خلال الموسم الفلاحي الجاري وضع حيز الخدمة ل7 أحواض مائية بسعة 20 ألف متر مكعب على ارتفاع 5 أمتار مجهزة بمحطات ضخ بسرعة تدفق 150 لترا في الثانية لكل واحد منها." كما أكد السيد بوزيد بأن مهندسي الري والفلاحة العاملين بالمؤسسة يقومون حاليا باستغلال 36 جهازا للري المحوري تم تنصيبهم بالوحدات الست لمحيط الاستثمار بصحراء النمامشة مشيرا إلى أن جهاز الري المحوري الواحد يقوم بسقي مساحة تقدر ب 40 هكتار. ولأجل تسهيل عملية التنقل عبر مختلف وحدات محيط الامتياز الفلاحي قامت مؤسسة كوسيدار للفلاحة -حسب ذات المصدر- بفتح المسالك الفلاحية الرئيسية بمحيط قرقيط الصفيحة على طول 20 كم في الوقت الذي تم فيه لحد الساعة فتح 16 كيلومتر من المسالك الفرعية المتواجدة ضمن محيط الاستصلاح. تزويد المحيط بالكهرباء الريفية سيوسع المساحة المزروعة وأردف مدير مشروع كوسيدار للفلاحة بخنشلة بأنه رغم قيام مديرية الطاقة لولاية خنشلة بالتنسيق مع مؤسستي سونلغاز وكهريف بجلب الكهرباء الفلاحية إلى محيط قرقيط الصفيحة على امتداد 23 كم إلا أن عدم ربط الجزء الداخلي للمحيط بالإضافة إلى أجهزة الري المحوري ومحطات الضخ والأحواض المائية بالكهرباء الفلاحية كان له أثره السلبي على الإنتاج. وأوضح ذات المسؤول بأن "غياب الكهرباء الفلاحية خلال الموسم الأول من الاستثمار وعدم وصولها إلى المناطق المستصلحة ساهم في رفع تكاليف الإنتاج بسبب اللجوء إلى استئجار المولدات الكهربائية بمبلغ فاق ال 40 مليون دج وما تتطلبه من استهلاك كبير للوقود بمعدل استهلاك وصل إلى 593 ألف لتر." وتوقع ذات المتحدث أن يتم ربط الوحدات العاملة على مساحة 2.240 هكتار من محيط كوسيدار للفلاحة بالطاقة الكهربائية خلال شهر يناير من سنة 2020 بعد انتهاء مؤسسة كهريف من وضع الأعمدة الكهربائية مؤخرا، مشيرا إلى أنه من شأن ربط المنطقة بالكهرباء أن يشجع مسؤولي المؤسسة على زراعة مساحة أكبر خلال الموسم الفلاحي المقبل وتحقيق نتائج إيجابية موازاة مع تخفيض كلفة الإنتاج. كما توقع السيد بوزيد تحسين الأرقام المسجلة في إنتاج مختلف أنواع الحبوب بجنوب ولاية خنشلة من حيث الكمية والنوعية ليصل مردود الهكتار الواحد إلى 40 قنطارا، مشيرا إلى أنه سيتم مستقبلا الشروع في زراعة الزيتون المكثف على مساحة تفوق ال700 هكتار وهو المشروع الذي يتم التحضير له حاليا بعناية من طرف إطارات الشركة.