دعا مشاركون في ملتقى علمي تكويني حول سرطان البلعوم, نظم اليوم السبت بالبليدة, كافة الأطباء العامين الى ضرورة الفحص الدقيق للمريض و التشخيص الجيد له للرفع من فرص الشفاء لديه. وأوضح المشاركون في هذا اللقاء و معظمهم من الأطباء المختصين في طب الأورام أن سرطان البلعوم هو نوع سرطاني خاص جدا حيث قليلا ما يشك الطبيب العام في إصابة مريضه به، خصوصا و ان أعراضه غير ظاهرة و تشبه اعراض أي مرض عادي يصيب الحنجرة او الانف او الاذن. و في هذا الصدد أكدت الدكتورة طروادادة سميرة, مختصة في معالجة الأورام بمركز مكافحة السرطان بالبليدة على "أهمية عامل الوقت في اكتشاف الإصابة بهذا المرض لان تشخيصه المبكر يسمح للمريض بالشفاء التام منه في حين التشخيص المتأخر يؤدي الى وفاته". وقالت المتحدثة انه "رغم صعوبة تشخيص هذا المرض الا انه يتوجب على الطبيب العام في حالة الشك توجيه المريض لاجراء التحاليل و الاشعة اللازمة لتحديد الإصابة بالمرض من عدمه لان ذلك سيساهم في انقاذ حياته". وكشفت المختصة التي تشغل أيضا منصب نائبة رئيس جمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان (الجهة المنظمة لهذا اللقاء), عن وفاة 500 شخصا بهذا المرض خلال سنة 2018 و هو رقممرتفع جدا, حسبها, مرجعة ذلك الى"عدم التكفل الجيد بتشخيصهم في أول فحص لدى الطبيب العام الذي غالبا ما يشخص حالتهم على انها مرض عادي و يصف لهم ادوية عادية". وأشارت الى أن العلاج غالبا ما يكون فقط بالكيميائي و بالاشعة دون اللجوء الى الجراحة لافتة الى انه في الجزائر ينتشر المرض في مرحلتين عمريتين و هما ما بين 15 و 20 سنة و ما بين 40 و 50 سنة. و بخصوص اعراض الإصابة بالمرض الذي يصيب تجويف يتواجد خلف المجاري الانفية، لفتت المتحدثة الى انها تتمثل في ألم في الاذن او سيلان او انتفاخ و وجود أكياس او نزيف في الانف باستمرار و هي نفس الاعراض التي يتميز بها أي مرض على مستوى هذه المنطقة. من جهته, شدد الدكتور موساوي مصطفى, مختص في الانف و الاذن و الحنجرة و رئيس جمعية البدر, على ضرورة تحسيس الطبيب العام بأهمية الدور الذي يلعبه في علاج المريض لانه (الطبيب العام) يعد بمثابة مستكشف للمرض. ودق الدكتور موساوي ناقوس الخطر قائلا ان "هذا النوع من السرطانات هو نوع خطير و غير معروف و لهذا فهو يتطلب متابعة دقيقة منذ اول لحظة يشك فيها بالاصابة" مشيرا الى ان الجزائر تسجل 1500 حالة جديدة كل سنة, علما انه يصنف كأول سرطان يصيب منطقة الاذن و الانف و الحنجرة في الجزائر من حيث عدد الإصابات. من جهة أخرى، قال رئيس جمعية البدر ان هذا الملتقى الموجه بالدرجة الأولى للأطباء العامين و العاملين في قطاع الصحة يهدف الى تحسيسهم و تعليمهم ابجديات و كيفية فحص و تشخيص أنواع معينة من السرطانات بالإضافة الى تكوينهم حول الفحوصات التكميلية من تحاليل و اشعة و غيرها و التي يجب ان يطلبها من المريض في حالة الشك في الإصابة بأي نوع من السرطان. وجرى هذا اللقاء بمشاركة عدد من المختصين و الممارسين في قطاع الصحة حيث عرف القاء مداخلات حول الموضوع و عرض حالات لمرضى و تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الأطباء, كما اختتم الملتقى بتنظيم زيارة لدار الاحسان لايواء مرضى السرطان.