أكد رئيس مصلحة جراحة المخ و الأعصاب بالمركز الاستشفائي الجامعي فرانس فانون بالبليدة ,البروفيسور خير الدين بويوسف, على ضرورة فتح أقطاب جهوية متخصصة في علاج أورام الجهاز العصبي على المستوى الوطني من أجل تكفل أفضل بالمرضى . وقال البروفيسور بويوسف في تدخل له خلال اليوم الدراسي ال12 حول الأورام الخبيثة للجهاز العصبي المركزي نظم بالمدرسة التقنية لسونلغاز, أن فتح أقطاب جهوية متخصصة في علاج أورام و سرطانات المخ والجهاز العصبي من شأنه أن يوفر تكفل طبي وجراحي أفضل للمرضى شرط أن يتم تجهيز هذه الأقطاب بفرق طبية متخصصة و متكاملة و الوسائل المادية و التكنولوجية اللازمة لعلاج هذا المرض المعقد و الخطير . ودعا ذات الأخصائي إلى ضرورة تجنب فتح مصالح متخصصة في علاج أورام الجهاز العصبي في كل المستشفيات و في كل المدن بطبيب مختص واحد لأن هذا سيكون غير كافي لعلاج المرضى, و يتطلب فرق متخصصة في مختلف المجالات من أطباء و ممرضين و شبه طبيين و وسائل علاج ضخمة و متطورة في التصوير الطبي المتخصص و الأشعة و غيرها بالإضافة إلى التحكم في آخر التكنولوجيات الطبية . كما شدد على ضرورة التنسيق الجيد بين المراكز و المصالح المتخصصة في المجال الموجودة على المستوى الوطني و البالغ عددها عشرة و التفكير في تجهيزها و تحديث هذه التجهيزات بآخر التكنولوجيات التي تصل إليها الأبحاث بانتظام .من جهة أخرى, قال البروفيسور بويوسف أن عدد المرضى المصابين بأورام المخ و الجهاز العصبي في الجزائر في تزايد مستمر, حيث يتم تسجيل 2000 حالة جديدة سنويا, كما أن نسبة وفاة المريض مرتفعة حيث لا تتعدى فترة عيشه عموما السنتين وأرجع رئيس مصلحة جراحة المخ و الأعصاب بالمركز الاستشفائي الجامعي فرانس فانون هذا الأمر إلى وصول المريض إلى المستشفى في حالة متقدمة من المرض و لهذا فرغم إجراء الجراحة و العلاج بالأشعة و الكيميائي, فإن فرصه عيشه عادة ما تكون ضئيلة, كما قال. وفي هذا الصدد دعت الدكتورة سميرة طروادادة, وهي طبيبة مختصة بمركز معالجة السرطان بالبليدة, الأطباء العامون إلى العمل على التشخيص و الفحص العيادي الجيد للمريض من خلال محاورتهم و مساءلتهم والاستماع إليهم جيدا, معتبرة إياهم (الأطباء العامون) الحلقة الأساسية و الأولى في اكتشاف الورم عند المريض. وقالت الدكتورة طروادادة أنه كلما كان اكتشاف المرض مبكرا كلما ربحنا وقت أكثر وبالتالي فرصة أكبر للمريض في الشفاء و العيش لفترة أطول . وأشارت إلى أنه لا يمكن أن نخطئ في هذا النوع من الأورام الذي يتم تحديده من خلال وجود متلازمة ارتفاع الضغط في المخ والذي تتمثل أعراضه في الصداع المتواصل في الرأس و اضطراب الرؤية و التقيؤ , لافتة إلى إمكانية وجود أعراض أخرى غير مرئية بوضوح ولها علاقة بتطور الورم كرعشة في حركة الجفن أو صداع خفيف أو مشكل في تحريك أحد أعضاء الجسم كاليد أو الرجل. وبدوره ذكر رئيس جمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان الدكتور مصطفى موساوي -(الجهة المنظمة لهذا اليوم العلمي)- أن الهدف من تنظيم هذا اللقاء هو الوقاية و الإعلام بخطورة أورام المخ و الجهاز العصبي, إلى جانب تحسيس أول الفاعلين في قطاع الصحة و هم الأطباء العامون بأهمية الاستجواب الجيد للمريض و توجيهه للمصالح المختصة في الوقت المناسب. وجرى هذا اللقاء بمشاركة مختصين في أورام الجهاز العصبي و أطباء من مختلف المؤسسات الصحية العمومية و الخاصة بولاية البليدة . وتم بالمناسبة تقديم عدة مداخلات حول الموضوع من بينها الأعراض العيادية و تصنيف الأورام الخبيثة و تصوير الأورام الخبيثة و جراحة مختلف أنواع الأورام الخبيثة و التأثير النفسي و إعادة إدماج المريض مهنيا و اجتماعيا