شهدت مختلف المساحات العمومية والحدائق وكذا الأسواق والمساحات التجارية الكبرى التي تعد الفضاء الخصب لإنتشار فيروس كورونا, يوم الأحد بولاية البليدة تراجعا "محسوسا" في أعداد الوافدين عليها تخوفا من الإصابة بهذا الوباء الذي تعد الولاية الأكثر تضررا منه. وبدت الحركة على مستوى كل من السوق الشعبي "السويقة" للخصر والفواكه بوسط المدينة وكذا السوق الخاص ببيع مستلزمات العرائس "قليلة" وعلى "غير عادتها" في هذه الفترة من الوقت أين يرتاد عليهما المواطنون من مختلف الأماكن وحتى من خارجها لاقتناء حاجياتهم ومستلزماتهم. وخلال جولة بإحدى هذه الأسواق عبرت ل/واج سيدة حرصت على ارتداء الكمامة الطبية لتفادي الإصابة بفيروس كورونا, أن تصريح الوزير الأول أمس بخصوص خطورة تفشي هذا المرض في حالة عدم الإلتزام بقواعد السلامة الصحية كان بمثابة "الإنذار الذي أيقضنا من حالة الإستهتار بخطورة هذا الوباء". من جهتها, أكدت سيدة أخرى كانت رفقة ابنها أنها قررت رفقة جميع أفراد عائلتها تجنب التواجد بالفضاءات العمومية تفاديا للإصابة بهذا الفيروس إلا للضرورة القصوى وهذا بغرض اقتناء حاجياتهم فقط, مبدية أملها في أن يعي الناس خطورة هذا الفيروس الذي اجتاح العديد من دول العالم التي عجزت عن مجابهته بالرغم من توفرها على منظومات صحية قوية. وأكدت سيدة أخرى وجدتها "وأج" بصيدلية منهمكة في شراء بعض الأدوية والمستلزمات الطبية أنها فضلت أمس السبت اقتناء كل مستلزماتها الأسبوعية من مواد غذائية لدى أحد بائعي الجملة بدل الذهاب للمساحات التجارية الكبرى كما اعتادت عليه خشية تعرضها لهذا الفيروس. وأكدت سلمى ربة بيت حرصها على عدم السماح لأطفالها بالخروج من المنزل خلال هذه العطلة كما ألفوا ذلك من قبل وذلك لسلامة صحتهم. وحرص اليوم العديد من المواطنين على ارتداء الكمامة الطبية التي كانوا في الأمس القريب يرون أنها مبالغة ومظهر من "مظاهر التهويل ليس إلا", يقول أحد المواطنين. من جهتهم أطلق مستخدمو صفحات التواصل الإجتماعي المهتمة بالشأن المحلي حملة تحت شعار "أقعد في دارك" لتحسيس الناس بضرورة الإلتزام بمنازلهم, خاصة وأن الولاية تعد الأولى التي شهدت تفشي هذا الفيروس والتي سجلت أكبر عدد من الإصابات المسجلة. كما عبر رواد مواقع التواصل الإجتماعي عن استعدادهم للمشاركة في الحملات التطوعية التي بادرت إلى تنظيمها عدد من البلديات لتنظيف وتطهير قاعات العلاج والملاحق الإدارية والمؤسسات التربوية, مؤكدين أيضا استعدادهم التطوع لتوزيع حاجيات المواطنين من أكل وشرب في حالة ما دخلت الجزائر والولاية خاصة مرحلة الحجر الصحي المنزلي. وفي إطار الحملات التحسيسية والتوعوية, بادر أيضا عدد من الأطباء المختصين في الأمراض المعدية إلى تنشيط محاضرات توعوية على مستوى المساجد للتحذير بخطورة هذا الوباء وسبل الوقاية منه من خلال التقيد بتصرفات بسيطة كغسل اليدين باستمار بالصابون أو محلول كحولي وكذا تفادي التواجد بالأماكن المزدحمة وكذا الأكل خارج المنزل. للإشارة, فقد سجلت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات اليوم الأحد رابع حالة وفاة بفيروس كورونا و يتعلق الأمر بامرأة تبلغ من العمر 84 سنة من ولاية البليدة , فيما ارتفع مجموع الإصابات المؤكدة إلى 48 حالة بعد تسجيل "11 حالة جديدة "تسع حالات بولاية البليدة, كانت على اتصال مع الحالات الأولية بالإضافة إلى حالتين بولاية قالمة". و أكد الوزير الأول اتخاذ كافة التدابير اللازمة, لاسيما على مستوى المناطق الحساسة (البليدة و بوفاريك) لتطويق انتشار هذا الفيروس الذي صنفته منظمة الصحة العالمية وباء.