تعكف الحركة الجمعوية بورقلة مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك الذي يصادف هذه السنة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19), على تكثيف نشاطاتها التضامنية لفائدة الفئات المعوزة من أجل تلبية متطلباتها المتزايدة في ظل هذه الظروف الصحية الإستثنائية التي تمر بها البلاد. وشرعت عدة جمعيات خيرية في تحضير عمليات التضامن المختلفة التي تستهدف الفئات الإجتماعية الهشة، بما في ذلك الأسر الفقيرة والمعوزة، والمشردين والأشخاص دون مأوى، وكذلك ذوي الدخل الضعيف، على غرار الحرفيين وصغار التجار الذين اضطروا إلى توقيف نشاطهم وغلق محلاتهم بسبب تطبيق تدابير الحجر الصحي الجزئي الرامية إلى مكافحة هذه الجائحة، مثلما صرح ل"وأج" أعضاء من الجمعيات. وتتمثل الأنشطة التضامنية أساسا في تخصيص طرود غذائية تتكون من مواد غذائية واسعة الإستهلاك (سميد و فرينة وسكر و زيت المائدة وغيرها) لفائدة المعوزين، كما أوضح رئيس الفرع الولائي لجمعية ''وإفعلوا الخير'' الوطنية, مراد بن هجيرة، لافتا إلى استهداف ما لا يقل عن 200 عائلة تقطن بمختلف أحياء ورقلة الكبرى، وذلك كمرحلة أولى من هذه العملية التضامنية. وأضاف: ''تعمل جمعيتنا في هذا الوضع الصحي الصعب، على مساعدة المحتاجين، من خلال منحهم مبالغ مالية، فضلا عن المساهمة في تنظيم حملات التبرع بالدم لتغطية حاجيات مركز حقن الدم بهذه المادة الحيوية، وتوفير النقل المجاني للمرضى نحو المستشفيات لإجراء فحوصاتهم الطبية". وقامت الجمعية خلال هذه الفترة بنشاطات أخرى، سيما تصنيع وتوزيع الكمامات الطبية التي بلغ عددها 4.600 وحدة، وكذا تركيب جهاز تعقيم عند مدخل المنشأة المخصصة للعزل الصحي بمستشفى محمد بوضياف بعاصمة الولاية لفائدة أعضاء الطاقم الطبي وشبه الطبي الذين يمثلون خط الدفاع الأول في مواجهة جائحة كوفيد-19، إستنادا لذات المتحدث. وعلاوة على عمليات تطهير الأماكن المرافق والمؤسسات العمومية عبر مدينة ورقلة ضمن الإجراءات المتخذة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، حددت جمعية "شباب الخير" من جهتها عتبة 1.400 طرد غذائي لتقديمها بمناسبة شهر الصيام للعائلات ضعيفة الدخل بالإضافة إلى تقديم وجبات إفطار للمحتاجين وعابري السبيل، مع الأخذ بعين الاعتبار الحرص على ضمان شروط النظافة، وفقا لما أبرزه أعضاء الجمعية. و تتعهد عدة جمعيات ناشطة عبر الولاية، على غرار "كافل اليتيم" الكائن مقرها في المقاطعة الإدارية تقرت (160 كلم شمال ورقلة) ، بمضاعفة أنشطتها التضامنية خلال الشهر الفضيل، عبر توزيع طرود غذائية ل 244 عائلة فقيرة وأرامل وأيتام ووجبات ساخنة للأشخاص دون مأوى، حسب المكلف بالإتصال بالجمعية سليم معاد. وفي ذات السياق، أشار إلى توزيع نحو 800 وجبة ساخنة و1.500 كمامة طبية خلال الفترة الممتدة من منتصف مارس المنصرم. تضامن موسع شمل المساهمة في الوقاية من كوفيد-19 من جهتها, شرعت "آفاق الطالب العربي"، التي تعتبر من بين الجمعيات الخيرية الناشطة بتقرت، في تطهير قوائم المستفيدين من قفة رمضان بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني الأخرى، من جمعيات ولجان الأحياء بغية تحديد وضبط قوائم المعوزين الحقيقيين وتجنب الإستفادة المضاعفة أو المتعددة، حسب رئيس الجمعية، محمد سعيد بوليفة. وفيما يتعلق بتخصيص موائد الرحمة لإفطار الصائمين التي دأبت على تنظيمها منذ عدة سنوات، صرح بوليفة أن الجمعية تنتظر قرار السلطات المعنية بهذا الشأن، لبدء هذا النشاط أو التخلي عنه بسبب جائحة كورونا. وتضاف هذه النشاطات إلى تلك الجهود المبذولة من طرف الجمعية في إطار مكافحة كوفيد-19، على غرار اقتناء معدات الأوكسجين ذات الإستخدام الطبي، والقيام بعمليات شملت تطهير بعض المؤسسات العمومية التي تعرف إقبالا كبيرا من المواطنين كالبنوك ومكاتب البريد، فضلا عن صنع 300 قناع طبي واقي، وزع منهم لحد الآن 210 وحدة على مصالح الحماية المدنية، ومؤسسة الأم والطفل، ومستشفى سليمان عميرات بتقرت، وكذلك على بعض الأطباء الممارسين في القطاع الخاص، حسب رئيس الجمعية. وأشار في هذا الصدد إلى توقيع إتفاقية مع مركز التكوين المهني والتمهين (تقرت 3) لتزويده بقماش خاص لصناعة الألبسة الطبية الواقية. وتضاف هذه الأعمال الخيرية التي تترجم روح التضامن تجاه الفئات الإجتماعية المحرومة, إلى مرافقة المرضى المصابين بأمراض مزمنة من حيث تزويدهم بالأدوية والرعاية والمعدات والإستشارات الطبية. جدير بالذكر أنه مع اقتراب شهر الصيام ، تطلق الحركة الجمعوية بولاية ورقلة دعوات إلى كل من يستطيع أن يساهم أو يمد يد المساعدة من محسنين ومتبرعين وأهل البر والخير أن ينخرطوا في هذه المبادرات ذات المنفعة العامة. وكما جرت العادة، تتم تعبئة المتطوعين من مختلف الأعمار لضمان الإشراف على هذه المبادرات وضمان تأطيرها، مما يعكس المثال الجيد للقيم النبيلة التي تتجلى في روح التعاون والتآزر، كما تبرز كرم وسخاء المواطن الجزائري خاصة في الأزمات والفترات الصعبة.