شهدت تدابير الحجر المنزلي الجزئي المقررة بدء من يوم أمس الجمعة بعشرة بلديات بولاية تيبازة "إلتزاما شبه تاما" على أمل تراجع الحالات الإيجابية والقضاء على هذا الوباء الخبيث. ساعات فقط قبل دخول التدابير التي أقرتها السلطات العمومية بعشرة بلديات بعد تسجيل بها إرتفاعا "مخيفا" للحالات الإيجابية كوفيد-19، باشرت قوات الشرطة دوريات التحسيس وحث الناس على الالتزام بمواقيت الحجر المنزلي الجزئي من الساعة الواحدة زوالا إلى الخامسة صباحا لمدة عشرة آيام. وشمل قرار السلطات العمومية بالنظر لتطور الوضعية الوبائية، حجرا منزليا جزئيا على عشرة بلديات بشرق ووسط الولاية. ويتعلق الأمر بكل من الحطاطبة والقليعة وبواسماعيل وخميستي وعين تاقورايت وتيبازة وسط وحجوط وبورقيقة ومراد والناظور. وسجلت مصالح الشرطة العاملة في الميدان بتلك البلديات التي تشهد إرتفاعا وصفته مصالح ولاية تيبازة ب"المخيف" للحالات الإيجابية، "إلتزاما شبه مطلق" بالتدابير، ما عدا بعض التصرفات غير اللائقة لبعض الشباب. ففي بلدية تيبازة، عاصمة الولاية، أغلق أغلب التجار محلاتهم التجارية بدء من منتصف النهار، لقضاء صلاة الجمعة ببيوتهم بعدما تم منعها بالمساجد تفاديا لانتشار الوباء. إرتياح على أمل تراجع عدد الاصابات وبدت الشوارع الرئيسية للمدن، لاسيما منها ذات الكثافة السكانية الكبيرة على غرار القليعة وبواسماعيل وحجوط وتيبازة وبورقيقة، خالية من الحركة فيما سجلت بعض التحركات داخل الأحياء وعند مداخل العمارات بالأحياء الشعبية، وضع يستدعي تدخل عقلاء تلك الأحياء أو لجان الأحياء والجمعيات الخيرية لحث الشباب على الالتزام بالتدابير، التي "هي مهمة ومسؤولية المجتمع المدني"، يقول رئيس جمعية حماية صحة المستهلك وبيئته، حمزة بلعباس. وفي السياق، سجل رئيس الجمعية "الجد نشيطة" على مستوى ولاية تيبازة، بارتياح تلك التدابير، مبرزا أنه "كان يفترض تطبيقها منذ مدة". وقال في هذا الصدد أن ولاية تيبازة ولاية سياحية ومتاخمة لولايات مهمة على غرار الجزائر العاصمة والبليدة وقبلة لمئات أو آلاف الزوار يوميا، ما يجعل "خطر" إنتشار وباء كورونا بها "يتضاعف". وأضاف السيد بلعباس مسترسلا: "الوضع الصحي مخيف والطواقم الطبية مرهقة ومتعبة، يتوجب على الجميع تحمل مسؤوليته، شعبا وحكومة، لمواجهة تفشي الوباء"ويبقى "الأمل" في تراجع أعداد الإصابات بكورونا ومواجهة انتشاره معلقا على مدى التزام المواطنين بالتدابير الوقائية، يقول السيد بلعباس. وأضاف أن عدم وجود رؤية واضحة لمستقبل الجائحة وسبل التغلب عليها نهائيا من طرف العالم بأسره، تسبب في إرهاق نفسي ينتاب الجميع، داعيا المواطنين إلى، إما، الإلتزام الصارم والخروج من النفق والعودة للحياة العادية أو الاستمرار في الاستهتار وتكذيب وجود الفيروس وتهديد الصحة العمومية.