شارك وزير المالية، أيمن بن عبد الرحمان، الخميس عبر تقنية التحاضر عن بعد، في أشغال اجتماع مجموعة المحافظين الأفريقية (التكتل الأفريقي) بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حسبما أشار إليه بيان للوزارة. وأوضح البيان أن التجمع الأفريقي يجتمع، عموما، مرة واحدة في السنة لدراسة القضايا الاستراتيجية والعملياتية ذات الاهتمام المشترك بهدف تنسيق مواقف المحافظين الأفارقة وموائمتها مع مؤسسات بريتون وودز خلال الجمعيات السنوية لهذه المؤسسات. وانصب اجتماع المجموعة الأفريقية هذا العام على موضوع "حماية رأس المال البشري في افريقيا في مواجهة كوفيد-19: إنقاذ الأرواح والحفاظ على الرفاه وحماية الإنتاجية ووظائف الشغل". كما شكل فرصة للمحافظين الأفارقة من أجل تبادل النقاش بخصوص الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذا الوباء والأولويات الاستراتيجية للحفاظ على مناصب الشغل والإنتاجية وإنعاش النمو، فضلاً عن الدور الذي ينبغي أن تؤديه مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في تقديم الدعم والمساندة للدول الأفريقية لمواجهة هذه الأزمة الصحية والاقتصادية. وتكللت أشغال هذا الاجتماع باعتماد "مذكرة 2020" التي ستكون موضوع رسالة إلى قادة صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي خلال جمعياتهم السنوية المقبلة المقرر انعقادها من 14 إلى 17 أكتوبر القادم. ومن خلال هذه المذكرة، يدعو المحافظين الأفارقة مؤسسات بريتون وودز لإعطاء الأولوية على وجه الخصوص لتحسين المساعدة الخارجية وفعاليتها بالنسبة لإفريقيا خلال أزمة وباء كوفيد-19، وزيادة أداء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لصالح أفريقيا في مجالات الصحة والتعليم والمياه والحماية الاجتماعية، علاوة على تعزيز سياسات الميزانية الكلية والحوكمة العالمية. كما تدعو المذكرة إلى تعزيز الأسواق والقطاع الخاص وخلق فرص العمل، فضلاً عن تحسين تمثيل إفريقيا واسماع صوتها داخل مؤسسات بريتون وودز. وفي مداخلته، رحب السيد بن عبد الرحمن بمبادرة تعليق خدمة الديون التي أفادت العديد من البلدان الافريقية المعرضة لخطر ضائقة الديون، من خلال السماح لهم باستخدام المزيد من الموارد لأجل التعامل مع الأزمة الحالية، مُعبرًا عن "قلقه بشأن عبء هذا الدين على بعض الدول، والذي أصبح عقبة أمام النمو المستدام". كما شدّد الوزير على "أهمية تنسيق جهود مختلف شركاء التنمية من أجل فعالية أفضل للأعمال التي تندرج في إطار مكافحة فيروس كورونا وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية". وبعد أن جدّد التزام الجزائر بمبادرة رأس المال البشري للبنك الدولي، أشار السيد بن عبد الرحمن إلى أن هذه المبادرة تُشكّل "أحد أهم عوامل تحقيق النمو المستدام على المدى الطويل، مما يستوجب ايلائه كل الاهتمام"، داعياً البنك الدولي إلى "بذل مزيد من الجهود لإنجاح هذه المبادرة".