التقى السيد كريم جودي وزير المالية اليوم الاحد في واشنطن بنائب رئيس البنك العالمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا السيدة انجير اندرسون على هامش الجمعيات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي المنعقدة من 11 الى 13 اكتوبر 2013. وقد سمح هدا اللقاء باستعراض التطورات الاقتصادية والاجتماعية في الجزائر والتعاون بين الجزائر ومؤسسة بريتون وودس. وقد اشادت نائب رئيس البنك العالمي بالجهود التي ما فتئت تبذلها الجزائر لبلوغ اهدافها التنموية ولنجاحها في الحفاظ على النمو والاستقرار الاقتصادي والمالي رغم تحديات داخلية وخارجية هامة. وثمنت السيدة اندرسون خلال المحادثات الانجازات التي تمت سواء على الصعيد الاقتصادي او الاجتماعي للبلاد مضيفة ان الجهود في هذا الاتجاه ينبغي ان تستمر. وعند تطرقها للتعاون الثنائي عبرت السيدة اندرسون عن ارتياح البنك العالمي لتنفيذ اطار الشراكة الاستراتيجية عن طريق المساعدة التقنية بين البلدين. وللتذكير سبق للجزائر والبنك العالمي ان ابرما هذا الاتفاق في 2011 وهو يعد اطارا للتعاون في الفترة2011/2014 ويتمحور حول تعزيز النمو من خلال تنويع الاقتصاد وترقية تنمية مستدامة وتقليص الفوارق الجهوية وتعزيز مؤسسات التخطيط الاقتصادي والمتابعة والتقييم والقرار. على الصعيد الجهوي اكدت هذه المسؤولة السامية للبنك العالمي التي قامت بزيارة الى الجزائر في ماي المنصرم "ان الجزائر تلعب دورا هاما في استقرار المنطقة". واكدت ايضا ان الجزائر برهنت على تضامن جهوي عندما التزمت "ببدل جهود معتبرة" لصالح البلدان الافريقية وبلدان من مناطق اخرى كالغاء ديون بعض البلدان قصد الحد من الفقر. وفي هدا السياق اقترحت المسؤولة على السيد جودي امكانية انضمام الجزائر الى المبادرات التي وضعتها مجموعة البنك العالمي والتي تصب في هذا الاتجاه لا سيما عن طريق الجمعية العالمية للتنمية المتفرعة عن البنك العالمي والتي تتمثل مهمتها في مساعدة البلدان الاكثر فقرا في العالم. بنك افريقيا الجنوبية يبحث عن دعم الجزائر و خلال إقامته في العاصمة الفدرالية الأمريكية التقى السيد جودي برئيس بنك إفريقيا الشرقية و الجنوبية للتجارة و التنمية السيد أدماسو تاديسا. و تمحورت المناقشات حول نشاطات هذه المؤسسة المالية الافريقية و دورها في تعزيز الإندماج الإقليمي في القارة. و اغتنم مسؤول البنك الإفريقي لقاءه مع وزير المالية ليعرب له عن أمله البكبير في ان تدخل الجزائر في رأس مال هذا البنك بالنظر إلى الأهمية التي توليها للتنمية في إفريقيا. و قد تم إنشاء بنك إفريقيا الشرقية و الجنوبية للتجارة و التنمية الذي يحقق مردودية عالية بمداخيل من رؤوس الأموال خاصة مرتفعة سنة 1985 بموجب معاهدة تتعلق بإنشاء منطقة التبادلات التفضيلية لدول إفريقيا الشرقية و إفريقية الجنوبية التي اصبحت فيما بعد السوق المشتركة لإفريقيا الشرقية و الجنوبية (كوميسا). كما تحادث جودي مع رئيس الصندوق الدولي لتنمية الفلاحية السيد كنايو ف. نوانزي. و بالإضافة إلى الأعمال التي باشرتها هذه المؤسسة المتخصصة الأممية لصالح الدول الأعضاء في مجال الأمن الغذائي تطرق المسؤولان إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية على مستوى الأسواق الدولية التي كانت أقل ارتفاعا خلال سنة 2013 مقارنة بالسنة المنصرمة. و أطلع نوازي الوزير بانطلاق مشاورات الصندوق الدولي للتنمية الفلاحية حول إعادة تأسيس رأسماله للمرة العاشرة. كما ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون بين الجزائر و المؤسسة الدولية بحيث ذكر السيد جودي بأن الجزائر لطالما قدمت دعمها لهذه المنظمة الأممية في برامجها الخاصة بمكافحة الفقر. لقاءات إقليمية مع مسؤولي صندوق النقد الدولي و البنك العالمي و على المستوى الإقليمي شارك الوزير في أشغال الإجتماع الذي ضم المديرة العامة لصندوق النقد الدولي السيدة كريستين لاغارد و وزراء المالية و محافظي البنوك المركزية لمنطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا. و سمح هذا الإجتماع للمسؤولة بتقييم الأعمال المباشرة على المستوى الإقليمي و الإطلاع على وجهات النظر المسؤولين العرب الحاضرين في اللقاء حول الإجراءات المتخذة من قبل صندوق النقد الدولي للإستجابة لاحتياجات المنطقة بحيث أن العديد من البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية تبقى تعاني من عدم الاستقرار في محالي السياسة و الإقتصاد الكلي. و على هامش الجمعيات السنوية لصندوق النقد الدولي و البنك العالمي شارك السيد جودي في اجتماعين جمعت بين رئيس البنك العالمي السيد جيم يونغ كيم و الحكام العرب و الأفارقة الذين الاعضاء في الهيئات المسيرة للمؤسسة المالية العالمية. و شكلن هذه الإجتماعات فضاء لتبادل وجهات النظر حول الإنشغالات التي تمس العالم العربي و القارة الإفريقية في سياق يتميز بعدم الإستقرار الإقتصادي و السياسي و مناقشة طرق و سبل التكفل بها في إطار الإستراتيجية الجديدة للبنك العالمي.