يسود الوضع في مالي، حالة من الغموض والتوجس، في أعقاب عملية اطلاق النار شهدها اليوم الثلاثاء أكبر قاعدة عسكرية ب"كايتي"قرب العاصمة باماكو، فيما تحدثت انباء عن اعتقال الرئيس ابوبكر كيتا نقلا عن مصادر أمنية، وسط مخاوف من تصعيد التوتر في بلد يعيش على وقع أزمة اجتماعية سياسية. ويأتي هذا الاعتقال بعد تجمع لجنود ماليين و عدد من كبار المسؤولين و العسكريين و المدنيين حيث اقتادوه الى ثكناتهم. عد أن تمرد جنود في قاعدة "كاتي" العسكرية خارج باماكو، حيث ألقوا القبض على عدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، حسبما نقلته "رويترز" نقلا عن مصادر امنية. وقال مصدر في وزارة الدفاع المالية، "نحن نراقب الوضع عن كثب، و لقد اتصلت القيادة العسكرية بالقوات وسنصدر بيانا رسميا خلال اليوم". ولم يعلن الجيش المالي حتى الان عن الحادث، لكن مصدر بقاعدة "سوندياتا" قال، ان "الجنود غاضبون من تأخر الرواتب والعلاوات منذ عدة أشهر". إقرأ أيضا: مالي: اعتقال الرئيس أبو بكر كيتا من طرف جنود متمردين من جهته، قال مصدر عسكري إنه "تمت محاصرة العاصمة باماكو لمنع أي تمرد قد يحدث"، مؤكدا أن الصورة لم تتضح حتى الآن"' مضيفا أنه "من المستحيل الآن الحصول على معلومات مؤكدة رغم تصاعد وتيرة إطلاق النار خلال الساعات الماضية". و ذكرت تقارير اعلامية، أن قاعدة "كايتي" تشهد حركة، حيث تم ايقاف عدد من المسؤولين في المدينة الادارية، و في عدد اخر من الاماكن العمل المغلقة. ومع استمرار الغموض، دعت مختلف التمثيليات الدبلوماسية في باماكو جالياتها الى المكوث في البيوت. و حذرت السفارات الأسترالية والفرنسية والسويدية في مالي من "احتمال وقوع اضطرابات" في البلد الواقع في غرب أفريقيا، وسط أنباء عن حدوث إطلاق نار ، وتوجه قوافل عسكرية صوب مقر الرئاسة. يأتي هذا في وقت يتعرض فيه الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا لضغوط متزايدة للتنحي، في ظل احتجاجات واسعة معارضة له. وأعلن رئيس مالي نهاية الشهر الماضي تشكيل حكومة "مصغرة" من ستة أعضاء وتم تكليفها بحل الأزمة السياسية في البلاد. == ادانة اقليمية و دولية و الدعوة الى الحوار و التهدئة == وأمام هذا التصعيد الخطير، دعا رئيس وزراء مالي بوبو سيسي العسكريين المتمردين، إلى التراجع، داعيا إياهم إلى الحوار لحل الوضع. وقال سيسي في بيان، إن التمرد "يعكس إحباطا معينا قد يكون له أسباب مشروعة. وتطلب حكومة مالي من جميع منفذي هذه الأعمال التنحي" حسبما أوردته مصادر إعلامية، و دعا إلى" التعقل وتغليب المصلحة الوطنية ووقف إطلاق النار"، قائلا "لا توجد مشكلة لا يمكن حلها بالحوار". وأدانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا /اكواس/، "بشدة" التمرد الجاري حاليا بمالي، و قالت انها تتابع "بقلق كبير التطورات الجارية التي تشهدها البلاد". وأعلنت /ايكواس/ في بيان، أنها "تدين بقوة المحاولة الجارية و ستأخذ كل الإجراءات اللازمة لاستعادة النظام الدستوري ، من خلال إعادة بناء المؤسسات المنتخبة ديمقراطيا،طبقا لبروتكولها الإضافي حول الحوكمة والديموقراطية". ودعت التكتل الاقليمي العسكريين في مالي للعودة فورا الى ثكناتهم ، مطالبا كل لأطراف المالية بتغليب الحوار لحل الأزمة التي تشهدها البلاد. وأشارت /ايكواس/، انها تبذل منذ أشهر جهودا للوساطة بين جميع الأطراف المالية مذكرة بمعارضتها الشديدة لكل تغيير سياسي غير قائم على الدستور، داعية العسكريين ل"لإبقاء على الوضع الجمهوري". وجددت استعدادها إلى جانب الاممالمتحدة و الاتحاد الافريقي و الاتحاد الاوروبي، و كل الشركاء الثنائيين و متعددي الأطراف لمالي ، لمواصلة مرافقة الأطراف المؤثرة في البلاد في جهودهم لحل الازمة. ونددت فرنسا بما أسمته ب"التمرد العسكري" في مالي، حسبما جاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية. إقرأ أيضا: مالي: المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا "تدين بشدة" التمرد الجاري حاليا وجاء في البيان ،أن "فرنسا تشارك بالكامل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا موقفها التي صدر عنها في بيان لها ، والذي يدعو إلى الحفاظ على النظام الدستوري ، ويناشد العسكريين العودة إلى ثكناتهم فورا". وأكد البيان ، أن باريس "تؤكد بكل حزم" تمسكها بسيادة مالي والنظام الديمقراطي فيها، وأن القيادة العليا الفرنسية "تتابع عن كثب تطورات الوضع في هذا البلد". من جهتها، أعربت الولاياتالمتحدة عن معارضتها ل"أي تغيير" للحكومة في مالي "خارج الإطار الشرعي حتى من قبل الجيش" حسبما أعلنه المعبوث الأمريكي لمنطقة الساحل بيتر بام. وقال بام عبر "تويتر": "نتابع بقلق تطور الوضع اليوم في مالي. إن الولاياتالمتحدة تعارض أي تغيير للحكومة خارج إطار الدستور سواء من قبل الذين هم في الشارع، أو من جانب قوات الدفاع والأمن". وحذرت السفارات الأسترالية والفرنسية والسويدية في مالي من احتمال وقوع اضطرابات في البلد الواقع في غرب أفريقيا، وسط أنباء عن حدوث إطلاق نار، وتوجه قوافل عسكرية صوب مقر الرئاسة. وتعيش مالي منذ عدة أشهر أزمة سياسية ، على خلفية تفاقم صراع سياسي واحتجاجات شعبية تطالب باستقالة الرئيس إبراهيم كيتا.