دخل الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس يومه ال 90 على التوالي في إضرابه عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي مع تدهور حالته الصحية وحملات تضامن مطالبة بالضغط على إسرائيل لإطلاق سراحه وسراح كافة الاسرى الفلسطينيين المحتجزين لديها في مخالفة للقانون الدولي والشرعية الدولية. وذكرت المؤسسة الدولية للتضامن مع الاسرى "تضامن" أن الحالة الصحية للأسير ماهر الاخرس , 49 سنة, قد "دخلت مرحلتها الحرجة" بعد فقدانه القدرة على السمع والرؤية, ناهيك عن الآلام المبرحة التي يعاني منها, الامر الذي يتطلب التكفل بحالته المزرية "وبأقصى سرعة" . وأضافت ذات المؤسسة انه رغم الحالة الحرجة التي وصل إليها ماهر الاخرس غير أن هذا لم يمنع الاحتلال الاسرائيلي من مواصلة أعماله اللاإنسانية, وآخرها تشديد الحراسة عليه ووضعه في غرفة مغلقة بالرغم من حالته الصحية المزرية. وللضغط من أجل الافراج عن الاخرس , أعلنت عائلته الدخول في إضراب عن الطعام من أمام الغرفة التي يقبع فيها في مستشفى "كبلان" الاسرائيلي, وقالت زوجة الأسير في اتصال هاتفي مع وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" مساء أمس, أنها وثلاثة من أبنائها ووالدته السبعينية دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام دعما له, موضحة أنها تتواجد مع عائلته أمام الغرفة التي يقبع فيها زوجها منذ يوم الجمعة , ولم يسمح لها بزيارته أو الاطلاع على وضعه الصحي. و أكثر من ذلك, قالت أم إسلام زوجة الأسير ماهر الأخرس " منذ لحظة خروجنا بالقوة من غرفة زوجي بمستشفى كابلان ونحن لا نعرف أي أخبار عن وضعه الصحي, كما شددوا الحراسة عليه ووضعه الصحي خطير للغاية وحاولوا نقله من مكانه وقد تعرض للإغماء لمدة ثلاث ساعات". من جهته, كتب الأسير ماهر الاخرس رسالة طالب فيها نقله وسط عائلته , حيث قال: "أريد أن أرى أبنائي وزوجتي قبل أن أموت في مستشفى كابلان (...) أريد أن أموت بين أهلي وأولادي وليس في مشفى كابلان". وأمام هذا الوضع المزري للأسير ماهر والذي يعتبر نموذج حي لمعاناه الاسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال , نفذت حركة الشبيبة الطلابية والكتل الطلابية في جامعة فلسطين التقنية وقفة تضامنية مع الاسير المضرب عن الطعام والحركة الاسيرة. و شدد المتضامنون على ضرورة التضامن مع قضية الاسرى , وضرورة لفت الانتباه إلى حالة الاسير ماهر الاخرس , الذي يعاني منذ حوالي ثلاثة شهور في سجون الاحتلال , وان حياة المعتقل الفلسطيني ماهر الأخرس "على المحك" , وهو المضرب عن الطعام احتجاجا على "الاعتقال الإداري" الذي يُفقد السجين ومحاميه كل أدوات حمايته , حيث يواجه خطر الموت المفاجئ. كما أكد المتحدثون على أهمية قضية الاسرى لكل فلسطيني حي وحر . ويعاني الأخرس من وضع صحي خطير للغاية, وحالة إعياء شديد ولا يقوى على الحركة, كما تأثرت حاستا السمع والنطق لديه, وهناك خشية أن تتعرض أعضاؤه الحيوية لانتكاسة مفاجئة في ظل عدم حصوله على المحاليل والمدعمات, الأمر الذي يشكل خطرًا حقيقيًا يهدد حياته. واعتقل الأخرس بتاريخ 27 يوليو الماضي وجرى نقله بعد اعتقاله إلى معتقل "حوارة" وفيه شرع بإضرابه المفتوح عن الطعام, ونقل لاحقاً إلى سجن "عوفر", ثم جرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور. واستمر احتجازه في سجن "عوفر" إلى أن تدهور وضعه الصحي مع مرور الوقت, ونقلته إدارة سجون الاحتلال إلى سجن "عيادة الرملة", وبقي فيها حتى نُقل إلى مستشفى "كابلان" حيث يحتجز حتى تاريخ اليوم, بوضع صحي صعب وخطير, ويرفض أخذ المدعمات وإجراء الفحوص الطبية. في ال23 سبتمبر الماضي , أصدرت ما يسمى بالمحكمة العليا للاحتلال قراراً يقضي بتجميد اعتقاله الإداري, وعليه اعتبر الأسير الأخرس والمؤسسات الحقوقية أن أمر التجميد " ما هو إلا خدعة ومحاولة للالتفاف على الإضراب ولا يعني إنهاء اعتقاله الإداري". وفي الأول من أكتوبر الماضي, وبعد أن تقدمت محاميته بطلب جديد بالإفراج عنه, رفضت محكمة الاحتلال القرار وأبقت على قرار تجميد اعتقاله الإداري.