دعا المشاركون في الملتقى الوطني الافتراضي الأول حول دراسات وسائل الإعلام، يوم الأربعاء، إلى ضرورة تكييف برامج تكوين طلبة علوم الإعلام والاتصال مع المستجدات الحاصلة لمواكبة العصرنة. وخلال هذا الملتقى الذي شهد مشاركة واسعة للأساتذة والباحثين الجامعيين من مختلف ولايات الوطن، أكدت مديرة مخبر البحث في استخدامات وتلقي المنتجات الاعلامية والثقافية في الجزائر، فتيحة معتوق، أنه "حان الوقت لمراجعة مضامين بعض برامج تكوين طلبة علوم الإعلام والاتصال بغية تمكينها من مسايرة المستجدات الحاصلة في هذا المجال العلمي الذي يشهد تحولات فكرية كبيرة تستدعي الشروع في إجراء دراسات نقدية لعدد من النظريات التي تدرس للطلبة". وشددت السيدة معتوق على ضرورة "تجديد الفكر وصياغة مفاهيم تواكب التطورات الحاصلة في ميدان البحث العلمي في مجال الاتصال والإعلام لتمكين الطلبة والباحثين من اكتساب القدرة على تحليل الواقع بطرق منطقية، خاصة ما تعلق بدارسات المتلقي للرسائل الإعلامية التي تنشر عبر مختلف الوسائط الجديدة". وبالمناسبة، أكدت ذات المتحدثة أن جائحة كورونا (كوفيد-19) أثرت على الرصيد المعرفي الخاص بعلوم الإعلام والاتصال، سيما ما تعلق بالتغطية الإعلامية ودراسات الجمهور، وهذا في ظل بروز سلوكيات ومفاهيم جديدة عجزت النظريات القديمة على تفسيرها، الأمر الذي يستدعي --مثلما قال-- الشروع في إجراء "دراسات نقدية" في هذا الميدان. وفي ذات الاتجاه، ركزت عميدة كلية الاعلام والاتصال، مليكة عطوي، على ضرورة تحدي الحواجز التي فرضتها جائحة كورونا على النشاط العلمي للجامعة من خلال تنظيم ملتقيات افتراضية باستخدام منصات متطورة من شأنها الابقاء على التواصل بين الطلبة والاساتذة والباحثين وتحريك عجلة البحث العلمي، لاسيما في مجال علوم الإعلام والاتصال، ومساعدة الطلبة في هذا التخصص للولوج إلى هذا النوع من التدريس الذي يعد "أكثر من حتمية في الوقت الراهن". كما أشارت ذات المسؤولة إلى تنظيم كلية الإعلام والاتصال لملتقيات افتراضية في الأيام القليلة القادمة تخص مواضيع الأمن الغذائي والتسويق الإلكتروني، داعية بالمناسبة أفراد الاسرة الجامعية إلى المشاركة في هذا النوع من الملتقيات. للإشارة، فقد تمحورت جل مداخلات الباحثين حول ضرورة مراجعة النظريات المتعلقة بدارسة المتلقي، حيث تساءل في هذا الصدد الدكتور نصر الدين العياضي حول مدى نجاعة نظريات التلقي في دراسة الميديا (وسائل الاعلام) في البيئة الرقمية، في حين تطرق الدكتور سعيد لوصيف الى دارسة علاقة المستخدم الجزائري بالفضاء الافتراضي. من جهتهم، أثار الاساتذة رضوان بوجمعة وليليا شاوي وسعاد محراز موضوع "التلقي في ظل البيئة الاتصالية الجديدة"، مبرزين دور وسائل الإعلام في هذه البيئة التي شهدت "تحولا جذريا" في مفهوم الجمهور.