اكتست أعالي المحطة المناخية لتيكجدة (شمال شرق البويرة) خلال ال 24 ساعة الأخيرة بكميات هامة من الثلوج أضفت عليها حلة ناصعة من البياض جعلت الموقع يبدو غاية في الجمال بالرغم من برودة الطقس, وفق ما لوحظ. وعادت الثلوج بعد عدة أسابيع من الانتظار, لتغطي قمم سلسة جرجرة الجبلية, لاسيما محطة تيكجدة (على ارتفاع أكثر من 1400 متر), حيث سجل الموقع خلال ال24 ساعة الأخيرة تساقطا هاما للثلوج, أدى إلى توقف حركة المرور على مستوى محور الطريق الوطني رقم 33 الرابط بين البويرة وتيزي وزو مرورا بفج تيزي نكويلال. وهو المحور الذي أهيد فتحه أمس السبت من طرف مصالح الأشغال العمومية إلى غاية أكوكار, "ولكن من غير الممكن للسواق الذهاب ابعد من ذلك بسبب خطر الانزلاقات خلال فترات الجليد والثلوج", يقول المكلف بالاتصال لدى المركز الوطني للرياضة والترفيه بتيكجدة, محمد أمزيان بلقاسمي. ولاحظت واج بمحيط الموقع وجود عديد العائلات التي قدمت للاستمتاع بالثلوج, بالخصوص الأطفال الذين غمروا المكان بصيحاتهم وأصواتهم العذبة وهم يتقاذفون بكرات الثلج, مما أضفى على المكان لمسة من البهجة والسرور. وهو ما أكده ل/واج السيد ايدير (40 سنة) الذي قدم رفقة عائلته من امشدالة, قائلا أنها المرة الثالثة على التوالي التي يزور فيها الموقع مع عائلته للاستمتاع بجمال الثلوج الناصعة البياض بتيكجدة. "نحن نعيش لحظات جد رائعة خصوصا في هذه الفترة من الوباء الذي حرمنا من كل شيء", مسترسلا: "الثلوج تمنحنا الأمل في الحياة من جديد بعد فترة من الحرارة الشديدة والحرائق", يقول السيد إيدير, مستدلا بجمال المكان الخلاب الذي اكتسى حلة بيضاء غطت كل آثار مخلفات حرائق الغابات التي أتت على مساحات طبيعية عديدة خلال الصيف الماضي. وتوقف عدد كبير من السيارات على الجانب المنخفض من طريق البويرة المؤدي إلى المركز الوطني للرياضة والترفيه بتيكجدة, حيث لوحظ وجود عدد كبير من العائلات لأخذ قسط من الراحة وسط ديكور طبيعي شتوي غاية في السحر والجمال. وفي حديثه مع وأج أكد أعمر, وهو شاب في الثلاثين من قرية "كريت روج", انه "يصعب جدا لأصحاب السيارات إيجاد مكان للتوقف بهذا الموقع خلال عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة لأصحاب السيارات بسبب الاكتظاظ". علما أن الزوار ممنوعين من الدخول للمركز الوطني للرياضة والترفيه بتيكجدة خلال هذه الفترة من جائحة كورونا, ماعدا الموظفين والفرق الوطنية الرياضية الخاضعة لبروتوكول صحي صارم بعين المكان, الذي يتواجد فيه حاليا الفريق الوطني لألعاب القوى في إطار تربص تحضيري منذ 11 نوفمبر الفارط. وذكر السيد بلقاسمي, في هذا الصدد, خضوع "جل الموظفين وكذا أعضاء الادارة والفريق الوطني لألعاب القوى, لبرتوكول صحي صارم من اجل مواجهة تفشي فيروس كورونا على مستوى هذا المرفق ". أما بخارج المحطة, فقط "تمكنت العائلات من تجاوز حاجز الخوف والحجر الذي دام لعدة أشهر من اجل العودة إلى الحياة وممارسة نشاطاتها العادية", وفق ما ذكره الشاب أعمر. وتعد فترة تساقط الثلوج هذه أحسن فرصة لهواة التزحلق الذين يأتون سنويا بأعداد كبيرة من مختلف ولايات الوطن من اجل ممارسة رياضتهم المفضلة على قمة اكوكار بالقرب من تيكجدة. وفي السياق أفاد رئيس الرابطة المحلية للتزحلق والرياضات الجبلية, مولود موحوس, عن "تعليق ممارسة هذه الرياضة خلال هذه السنة بسبب جائحة كوفيد-19 لكننا بصدد إعادة بعثها بعد نهاية هذه الأزمة الصحية". للإشارة يوجد بولاية البويرة حوالي 12 ناديا للتزحلق لكن "حوالي أربعة أو خمسة منها فقط تمارس فعليا هذه الرياضة, أما الباقي فيعانون نقصا في الوسائل. علما أن هذه الفترة من تساقط الثلوج هي الأمثل لممارسة هذه الهواية", يقول السيد موحوس.