كشف الكاتب الصحفي, روني نابا, أن المغرب واصل إغراق إسبانيا بالمخدرات, في ظل تفشي وباء كورونا (كوفيد-19), وهو ما يمثل "مقياسا حقيقيا" للعلاقات بين المملكتين (المغربية والإسبانية). وفي مقال تحليلي بعنوان: "الوجه الخفي للعلاقة بين المغرب وإسبانيا", نشر على الموقع الإلكتروني "مدنية" , أوضح الكاتب المختص في الشأن العربي-الإسلامي, أنه وفي ظل تفشي وباء كورونا الذي ضرب إسبانيا بشدة, واصل المغرب تهريب المخدرات نحو إسبانيا التي "لطالما ابتليت بالحشيش المغربي", واستمرت الحاويات (المحملة بالحشيش) في الوصول إلى أقصى جنوب إسبانيا. واستند الصحفي اللبناني في تحليله هذا, إلى مذكرات الجاسوس الاسباني السابق الذي اخترق أذرع المخابرات المغربية في إسبانيا, التي صدرت في كتاب تحت عنوان "العنصر المكتوم: مذكرات جاسوس مدسوس من طرف المخابرات الاسبانية", والتي أكد خلالها أن "المخدرات هي السلاح المميز للمخزن المغربي(...), بهدف الحصول على المعاملة بالمثل في علاقات المغرب مع الأوروبيين", مشيرا إلى أنه "قد تم تسعير التعاون بين المغرب وأوروبا في مجال الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات". وأوضح ذات المصدر, أن التعاون بين المغرب وأوروبا "مكلف" في مجال الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات ", مؤكدا أن "التصريحات المتكررة من الرباط بشأن تفكيك الشبكات الإرهابية في المغرب هي جزء من تكتيك يهدف إلى إجبار الأوروبيين, ولاسيما إسبانيا وفرنسا, على الحفاظ على تعاونهم, وكذلك دعمهم, مقابل المعلومات التي قدمها المغرب بشأن حركات الهجرة وتهريب المخدرات ". وكان الحرس المدني الإسباني, قد أعلن مطلع أبريل الماضي - في ذروة تفشي الوباء - عن اعتقال 58 شخصا في ظرف أسبوعين في مختلف محافظات الأندلس, فضلا عن ضبط أكثر من 5.5 طن من الحشيش وتسعة قوارب واثني عشر سيارة في محافظة المرية ومناطق هويلفا وكاديز وملقة, حسبما جاء في المقال. اقرأ أيضا : وزير الأمن الصحراوي : المعركة ضد الاحتلال قد تنتقل الى الأراضي المغربية -المغرب, نقطة انطلاق للهجمات الإرهابية في أوروبا واعتبر روني نابا, أن تدفق الحشيش المغربي نحو إسبانيا , في وقت تضررت فيه هذه الأخيرة كثيرا بالوباء, يعد "مقياسا حقيقيا للعلاقة بين المملكتين". ويأتي هذا المقال قبل أيام من الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية, بيدرو سانشيز, إلى المغرب في 17 ديسمبر الجاري, على خلفية تجدد التوتر بين المغرب وجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالكركرات. وبناء على ما كشف عنه العميل الإسباني, فمنذ ظهور الإرهاب على الساحة العالمية, شهدت إسبانيا هجومين مميتين كبيرين (مدريد 2004 وبرشلونة 2017) ألقيت مسؤوليتهما على مواطنين يحملون جنسيات مغربية. وإذا كانت إسبانيا, وعلى عكس فرنسا أو بلجيكا, قد سجلت هجومين إرهابيين واسعي النطاق فقط, فقد أصبح المغرب نقطة انطلاق للهجمات الإرهابية في أوروبا, وهكذا بدت المملكة المغربية "أكبر مصدر للإرهاب", على حد تعبير العميل الإسباني. وبحسب البيانات الرسمية فإن إسبانيا هي الوجهة الرئيسية للمغاربة الذين يمثلون 16.4 بالمائة من المهاجرين في هذا البلد الأوروبي. في النصف الأول من عام 2019, بلغت نسبة المهاجرين غير الشرعيين المغربيين في إسبانيا رقما قياسيا بلغ 49 بالمائة من جميع المهاجرين غير الشرعيين الموجودين على الأراضي الإسبانية. ويوضح العميل, الذي نجح في التسلل إلى أجهزة المخابرات المغربية, أن هذه الأخيرة وإلى جانب وزارة الشؤون الدينية المغربية, (...) "تعمل على حماية الجالية المسلمة في أوروبا, ولاسيما الجالية المغربية من أي إغراء أصولي, ولكن في نفس الوقت يحافظون على سيطرتهم على المجتمع من خلال الدين, وبهذا يمكن للمغرب أن يحشد الجالية المغربية, لخدمة مصالح المملكة كوسيلة للضغط على البلدان المضيفة لهذه الجاليات". وأشار في ذات السياق, إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للخدمات المغربية في إسبانيا هو تحديد وتعقب المتعاطفين مع جبهة البوليساريو الذين يمثلون شعب الصحراء الغربية المحتلة, بشكل غير قانوني من قبل المغرب و كذا المتعاطفين مع منطقة الريف.