حذر ممثل جبهة البوليساريو بالمشرق العربي، مصطفى أمين، من سياسة "التوسع الاستعمارية للمغرب ونظامه العدائي الابتزازي الذي ولد مشاكل مع كافة جرانه"، مؤكدا أن صفقته مع الرئيس ترامب وتطبيعه مع الكيان الصهيوني "لن تجديه نفعا لان الحق سينتصر وتسقط أوهامه". جاء ذلك في حوار مطول أجرته معه يومية "البناء" اللبنانية، تناولت فيه عدة جوانب متعلقة بالقضية الصحراوية و تطوراتها الاخيرة انطلاقا من اعلان الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته، دونالد ترامب والعدوان العسكري المغربي بالكركرات مرورا بقرار المخزن التطبيع مع الكيان الصهيوني. واستهل مصطفى أمين الحديث عن تاريخ الاحتلال الذي تعرضت له بلاده واستمرار الجمود الذي يخيم على مسار التسوية الاممية وتنصل المغرب من التزاماته مع الصحراويين لغاية عدوانه على مدنيين سلميين بالكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية والذي اشعل نار الحرب مجددا. وقد أشاد الديبلوماسي بالدعم الدولي والإقليمي لقضية بلاده وكفاح شعبه من اجل الاستقلال، وحيا موقف دول الجوار وتأييدها للشرعية الدولية وتأكديها على ضرورة اقرار حق الصحراويين قبل أن يسترسل في الحديث عن الحكم بالمملكة من الاب الحسن الثاني الى الابن الذي يواصل السير على خطى والده بخصوص القضية الصحراوية. وقال ان النظام المغربي "نظام عدائي له مشاكل مع كل جيرانه فمعنا احتلال منذ عام 1975 ومع الجزائر الحدود مغلقة منذ عام 1994 ومع إسبانيا لديه مشاكل، ولو أنها مشاكل ذات طابع ابتزازي"، مفسرا ذلك ب"مسألة سبتة ومليلة التي يطالب بها المغرب الا انه لا يناضل ولا يقاتل ولا يكافح من أجل تحريرهما وإنما يبتز الإسبان حتى يستمروا في الدفع له أو يبتزهم بالهجرة أو المخدرات". واستكمالا لموضوع السياسة التوسعية للمغرب أشار الديبلوماسي الصحراوي إلى ما يسمى ب"الحدود الحقة" في الدستور المغربي، متسائلا "الحقة هي على مزاجهم وقد تمتد إلى النيل وقد تمتد جنوبا إلى أفريقيا. فالمغرب كإسرائيل"، في اشارة الى احتلالها للأراضي العربية من فلسطين الى الجولان. والى جانب ذلك -كما يؤكد عليه الديبلوماسي الصحراوي - فان المغرب "دولة مخدرات، وهذا معروف عالميا، حيث تؤكد تقارير الأممالمتحدة إن 25 % من الدخل المغربي من المخدرات، والحشيش المغربي معروف في مناطق شاسعة وكلها مرتبطة بالقصر في إدارة المخدرات". إلى ذلك تناول المسؤول الصحراوي، الاعتراف المعلن من قبل الرئيس دونالد ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية واكد انه "لا قيمة له على مستوى القانون الدولي لأن هذه القضية مسجلة في الأممالمتحدة وفي مجلس الأمن، وبالتالي لا قيمة له على مستوى الولاياتالمتحدة لأنه ليس قرار مؤسسات بل هو قرار من شخص منتهية ولايته". "الصحراء الغربية ليست أرضه ولا أسهما في شركاته، وبالتالي لا حق له بأن يهديها لأي كان. والواقع نفسه ينطبق على إهدائه الجولان لإسرائيل واعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لها، وها هو يعترف بالصحراء الغربية جزءا من المغرب"، يوضح السيد مصطفى امين لجريدة اللبنانية. وفي هذا السياق أكد ممثل جبهة البوليساريو بالمشرق العربي، على أن القضية الفلسطينية "قضية حب ومشاعر وتاريخ عمره أكثر من 1500 سنة من العقيدة الإسلامية وثاني الحرمين موضوع فوق المشاعر" كما أنها "قضية حق غير قابل للتقادم، ولا يمكن التطاول عليه ولا يمكن تجاوزه ولا يمكن المساومة عليه". وتساءل عما استفاد النظام المغربي من التطبيع، فالمملكة "لم تستفد شيئا كبلد واقتصاد، بل أن وضعها سيكون مهددا بالانهيار إذا تم إلغاء كل شيء وبات البلد تابعا في كل شيء". وفي حديثه أثار الدبلوماسي الصحراوي، موقف فرنسا التي وصفها ب"العدو الدود" للشعب الصحراوي ولقضيته حيث قال أنه "كلما حاول مجلس الأمن أن يتقدم خطوة يجد الموقف الفرنسي الرافض وأحيانا يجد الفيتو"، مشيرا الى ان اقتراحات تتعلق بعمل بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية "مينورسو" كان مجلس الامن ينوي طرحها بخصوص موضوع حقوق الإنسان، "لكن فرنسا هددت باستخدام حق الفيتو ضدها مما جعل المينورسو تتحول لبعثة لوقف إطلاق النار لا أكثر". "وحتى هذا لم يستطيعوا الحفاظ عليه عندما قرر المغرب إنهاء وقف إطلاق النار يوم 13 نوفمبر باختراق خط وقف إطلاق النار وبالهجوم على المواطنين الصحراويين بعد 29 سنة من وقف إطلاق النار"، حسب ما أوضحه المسؤول ذاته. وبخصوص عودة الحرب الى المنطقة، قال مصطفى أمين أن "الحرب هي دوما فعل مكروه، خاصة أن القتيل والقاتل عربيان ومسلمان، ولكن نحن بحاجة إلى الدفاع عن أرضنا والنظام المغربي ارتكب الفظائع بحقنا"، مستشهدا بقول الحسن الثاني حينما كان يوصي المغاربة الذين استقدمهم إلى الصحراء الغربية عبر ما اسماه "المسيرة الخضراء": "إذا لقيتم الإسبان فعانقوهم واقتسموا معهم الخبز، وإذا لقيتم غيرهم تعلمون ماذا ستفعلون". ولفت إلى أن "المغاربة اعتمدوا سياسة الأرض المحروقة ضد الصحراويين، تنفيذا لتوجيهات الحسن الثاني"، مشيرا إلى وجود "وثائق تؤكد هذا الكلام والدلائل موجودة وقدمها خبراء دوليون"، مختتما بالتأكيد على أن الحل "بمواصلة المقاومة حتى النصر فلا يمكن أن تبنى الأمور على باطل وإذا ما بنيت فإنها ستنهار".