أكد بول بيلار، الرئيس السابق لوحدات التحليل التابعة لوكالة المخابرات المركزية أن تطبيع العلاقات بين النظام المغربي والكيان الصهيوني لم يتم في اتجاه السلام، مشيرا الى أن التغيير في سياسة الولاياتالمتحدة تجاه القضية الصحراوية قد عمل على تصعيد التوترات بالمنطقة وتعقيد الجهود الدولية لتسوية النزاع في الصحراء الغربية. ففي مقال نشر الأسبوع الماضي بالمجلة الأمريكية "The National Interest", اعتبر السيد بيلار الذي شغل مناصب مختلفة في مجال التحليل و التسيير سيما رئيس لوحدات التحليل بوكالة المخابرات المركزية أن مصطلح "اتفاقات السلام" الذي يخص تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وبلدانا عربية منها المغرب مفهوم "خاطئ" بما أن الأمر يتعلق ب "الارتقاء بالعلاقات الموجودة فقط و ليس أكثر" على حد قوله. ويرى المتحدث أنه "لا يوجد أي بلد عربي" معني بهذه السلسلة من التطبيع" في حالة حرب مع الكيان الصهيوني مضيفا أن هذه البلدان كان يربطها من قبل "تعاون معتبر" مع ذات الكيان "سيما حول المسائل الأمنية حتى دون علاقات ديبلوماسية كاملة". و حتى و ان كان لهذا التطبيع أثر معين " فانه ليس في اتجاه السلام" حسب صاحب المقال مؤكدا أن "التغير السياسي تجاه القضية الصحراوية على سبيل المثال قد عمل على تصعيد التوترات" بالمنطقة وعمل على "تعقيد الجهود الدولية من أجل تسوية نزاع الصحراء الغربية" و بطريقة أخرى فان " الرشاوي الأمريكية أبعدت أمور السلام". و قد ذكر الأستاذ بيلار بأن "ادارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد قدمت رشاوي للحكومات العربية حتى تباشر علاقات ديبلوماسية كاملة" مع الكيان الصهيوني. و بالنسبة للمغرب فان الأمر تعلق ب "تقديم أسلحة اضافية و التخلي عن الحياد طويل الأمد للولايات المتحدة حيال نزاع الصحراء الغربية" حسب قوله مضيفا ان "الرشاوي تظهر أن المبادر بتحسين العلاقات لم يكن يتمثل في نسبة سلمية جديدة من قبل الاطراف المعنية". للعلم, تقاعد بول بيلار سنة 2005 بعد مسار دام ثمانية وعشرين سنة في الاستخبارات الامريكية كان آخر منصب له بها ضابط وطني للمخابرات بمنطقة الشرق الأوسط و جنوب آسيا. كما كان له مقعدا بالمجلس الوطني للاستخبارات الأمريكية كأحد الأعضاء الأصليين للمجموعة المكلفة بالتحليل.