نظمت الجالية الصحراوية في فرنسا السبت تظاهرة عارمة في قلب العاصمة الفرنسية باريس، تضامنا مع المدنيين الصحراويين بالأراضي المحتلة، حيث دعي المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الى تطبيق الشرعية الدولية فيما يخص تصفية الاستعمار من أخر مستعمرة بإفريقيا. وشهدت التظاهرة التي حضرها عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو وممثلها في فرنسا, محمد سيداتي, مشاركة واسعة للمتضامنين مع القضية الصحراوية وشعبها المناضل من أجل الاستقلال. وكان من بين المشاركين, المكلف بالجاليات الصحراوية في فرنسا و شمال اوروبا, سيدي محمد, الى جانب ممثلين عن المجتمع المدني الصحراوي في فرنسا و متضامنين فرنسيين من حركة التضامن مع الشعب الصحراوي. وعلى هامش التظاهرة عقد محمد سيداتي لقاءات مع وسائل اعلامية, سلط من خلالها الضوء على آخر التطورات التي تعرفها القضية الصحراوية على المستوى السياسي و الدبلوماسي و الانساني. ووصف السيد سيداتي الازمة السياسية التي تعيشها الدولة المغربية مع جيرانها الاوروبيين ب "سياسة الكساد السياسي", من خلال "محاولة ابتزاز ومساومة لإرغام بعض بلدان الاتحاد الاوروبي كألمانيا وإسبانيا من أجل اقحامها في صفقة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب الميتة". والى جانب ما يعشيه من تأزم للعلاقة بينه وبين هذه الدول الأوروبية, أشار الديبلوماسي الصحراوي الى ما تلقاه المغرب من حليفه التقليدي, الدولة الفرنسية, التي وجهت له "صفعة برفضها مطلبه بفتح قنصلية فرنسية بالصحراء الغربية المحتلة". وعن هذا يقول سيداتي "انها قد تكون خطوة في الاتجاه الصحيح ان انتهجت فرنسا سياسة الحياد الايجابي لأن تحل قضية الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية والقانون الدولي". من جانبهم طالب المتظاهرون فرنسا "بتحمل مسؤولياتها الاخلاقية والقانونية اتجاه قضية الصحراء الغربية بدل الانحياز لقوة الاحتلال المغربية وذلك من خلال تبني سياسة واضحة تحترم القانون الدولي والميثاق العالمي لحقوق الانسان الذي تم تأسيسه في فرنسا". كما عبروا من خلال مداخلاتهم وشعاراتهم عن تخليدهم للذكرى 48 لميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح". التظاهرة تناولت وبشكل واسع, الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي ترتكبها الدولة المغربية في حق العائلات الصحراوية كعائلة سلطانة خية وغيرها من المناضلات والمناضلين. وفي السياق وجهت طلبات ملحة لكل من الاممالمتحدة ومجلس حقوق الانسان والصليب الاحمر والمنظمات الدولية ذات الصلة من أجل التدخل لحماية المدنيين الصحراويين في ظروف الحرب. أيضا, طالب المتظاهرون بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون الاحتلال المغربية وتصفية الاستعمار ووقف نهب الثروات وخيرات الصحراء الغربية وفسخ كل الاتفاقيات الاقتصادية التي تورطت فيها دول من الاتحاد الاوروبي بطريقة مباشرة وغير مباشرة. كما تم التنويه ب "شجاعة وتضحيات مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي, وبصمودهم الاسطوري في ميدان المعركة ومقارعة الاحتلال حتى تحقيق مبتغى الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال".