عاد التوتر إلى جنوبلبنان، يوم الجمعة، بعد أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، للمرة الثانية, منذ مطلع الأسبوع الجاري، غارات على مناطق في الجنوب، فيما وصفت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، الوضع ب "الخطير للغاية"، داعية جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي, اليوم بقذائف المدفعية, مواقع بتلال كفرشوبا والهبارية في منطقة العرقوب الحدودية جنوبيلبنان, مستخدما قذائف مدفعية من عيار 155 , حسبما ذكرت الوكالة اللبنانية للإعلام. وكانت طائرات حربية إسرائيلية, شنّت الخميس غارتين بأربعة صواريخ (جو/أرض) على منطقة الدمشقية الحرجية غير المأهولة في خراج بلدة العيشية بجنوبلبنان, كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية, الأربعاء, مناطق عدة في جنوبيلبنان, ب 92 قذيفة, وأدى القصف الإسرائيلي, إلى نشوب حرائق في منطقة راشيا الفخار جنوباً, حسب مصادر أمنية لبنانية. وأمام هذا التصعيد الخطير, حذرت قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) من خطورة المستجدات الأخيرة بين لبنان وإسرائيل, وحثت جميع الاطراف على ضبط النفس لتفادي المزيد من التصعيد. وذكرت القوة الأممية على حسابها في "تويتر": "رصدت اليونيفيل إطلاق صواريخ من لبنان, وقصفا مدفعيا مضادا من إسرائيل, هذا الوضع خطي ر جدا ونحث جميع الأطراف على وقف إطلاق النار". ==بيروت تعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن== وأمام هذا التطور العسكري, الأول من نوعه منذ الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على لبنان في العام 2006, طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان, حسان دياب, من وزيرة الخارجية زينة عكر, الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأممالمتحدة السفيرة أمل مدللي, لتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن القصف الإسرائيلي على لبنان. وجاء في البيان الصادر عن دياب, أن "القصف الإسرائيلي بالمدفعية والطائرات, انتهاك للسيادة اللبنانية, وخرقا للقرار 1701", مضيفا أن إسرائيل: "تذرعت بسقوط صواريخ مشبوهة الأهداف والتوقيت على شمال فلسطين من الأراضي اللبنانية ولم تتبناها أي جهة". وأضاف "هذا العدوان الجديد والخطير يشكل تهديدا كبيرا للهدوء على حدود لبنانالجنوبية, بعد سلسلة من الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية واستخدام الأجواء اللبنانية للعدوان على سوريا". واختتم بالقول: "أدعو الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى ردع إسرائيل لوقف انتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية, لأن هذه الانتهاكات باتت تهدد القرار 1701 والاستقرار القائم منذ العام 2006". اقرأ أيضا: لبنان: الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت وسط تعقيدات في ملابسات التحقيقات وأعربت الجامعة العربية, عن القلق إزاء الأنباء المتواترة عن التصعيد الذي تشهده الحدود اللبنانية- الإسرائيلية, محذرة من مغبته, وأنه ليس في مصلحة أي طرف. وأفادت - في بيان أصدرته أمس - أن "الظروف التي يمر بها لبنان في هذه المرحلة, لا تتحمل المزيد من التوتر أو المخاطرة بهز الاستقرار القائم", داعية الأطراف المعنية بالتصعيد في لبنان, إلى "تدبر الموقف, وممارسة ضبط النفس وتجنّب إرباك المشهد". من جهة أخرى, قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن استخدام إسرائيل لسلاحها الجوي في استهداف قرى لبنانية "يؤشر إلى وجود نوايا عدوانية تصعيدية تتزامن مع التهديدات المتواصلة ضد لبنان وسيادته", واصفا ما حصل ب "انتهاك فاضح وخطير لقرار مجلس الأمن رقم 1701, وتهديد مباشر للأمن والاستقرار في الجنوباللبناني". بدوره شدد رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري, الذي اعتذر في يوليو الماضي عن تشكيل الحكومة, في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في "تويتر" اليوم على أن الوضع عند الحدود مع إسرائيل خطير جدا ويشكل "تهديدا غير مسبوق" لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701". وتبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1701, في أغسطس 2006, وهو يدعو إلى وقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل, إثر اندلاع مواجهات بين الطرفين, في يوليو من العام نفسه.