تعززت شبكة الهياكل الدينية والثقافية بولاية تندوف بالمسجد القطب "يوسف بن تاشفين" الذي يراهن عليه في الإشعاع الديني والثقافي من خلال مساهمته في ترقية المكانة التاريخية والعلمية لهذه المنطقة باعتبارها حاضرة العلم وملتقى الطلبة والشيوخ. ويعول على هذا الصرح الديني والعلمي الذي وضع حيز الاستغلال مطلع سبتمبر الجاري أن يكون منارة حقيقية في الجنوب الغربي ويؤدي دورا فاعلا في التعليم الديني، وأن يكون مستقبلا أيضا معهدا للتكوين وجسرا يشع من خلاله على إفريقيا الغربية خاصة مع فتح المعبر البري الحدودي الجزائري الموريتاني" الشهيد مصطفى بن بولعيد". إقرأ أيضا: كمال رزيق: تندوف ستكون نقطة انطلاقة لترقية الصادرات نحو بلدان غرب إفريقيا وأنجز مسجد القطب الذي يتوفر على هياكل علمية مختلفة بتصميم مستوحى من الهندسة المغاربية الأندلسية التي شكلت تلاقحا تاريخيا بين شمال إفريقيا و الأندلس. ويتوفر هذا المعلم الذي استفادت منه هذه الولاية الحدودية على قاعة صلاة تتسع ل 4.200 مصلي ضمن عدة أجنحة التي تضم جناح المسجد (قاعة صلاة للرجال وأخرى للنساء) وقاعة شرفية، وأخرى لاجتماعات المجلس العلمي وصحن المسجد وميضأة (رجال و نساء). ويضم جناح المدرسة، قاعة للتدريس وأخرى للمحاضرات ومكتبة و فضاء المطالعة ومكاتب إدارية و نادي الطلبة، حسب البطاقة التقنية للمشروع. ويتوفر الجناح المخصص للداخلية على أربعة غرف، ومرافق أخرى من بينها مطعم و مطبخ، وأربعة سكنات وظيفية (بين 5 و3 غرف)، وفق ذات المصدر. وخصص لإنجاز المسجد القطب الذي كانت قد إنطلقت به الأشغال سنة 2004 غلافا ماليا إجماليا يفوق 410 مليون دج (إنجاز و تجهيز). إقرأ أيضا: المعرض الدولي "الموقار" فرصة لتطوير التبادلات التجارية والاقتصادية وأوضح السيد حمودي نذير ممثل مكتب الدراسات للمشروع بأن المسجد القطب يشكل أعلى مبنى في مدينة تندوف من خلال مئذنته البالغ ارتفاعها أزيد من 37 مترا و التي تضم أيضا شرفة مخصصة لرصد الأهلة. وأعرب عديد من مواطني تندوف في انطباعات رصدتها "وأج" عن فرحتهم بفتح هذا الصرح الديني والثقافي "بعد طول إنتظار"، مراهنين في ذات الوقت على الدور المنتظر منه في الإشعاع الديني والثقافي ليس في المنطقة فحسب بل يمتد إلى إفريقيا الغربية أيضا.