أكد مجاهدون، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، أن أهم درس يستخلص من إحياء الذكرى ال67 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، هو التمسك ب"الوحدة الوطنية" وضرورة تكاتف جهود جميع أبناء الوطن باختلاف مشاربهم، من أجل الدفاع عنه وبناء دولة ترقى إلى تطلعات وتضحيات الشهداء. وفي هذا الإطار، قال المجاهد والوزير الأسبق، محي الدين عميمور، في تصريح له على هامش الاحتفال الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بقصر الشعب، تخليدا لذكرى اندلاع الثورة، أن "أهم درس يؤخذ من أول نوفمبر، هو أن الاستقلال ونجاح ثورة التحرير ما كان ليتم لولا الوحدة الوطنية واتحاد كل جهات الوطن والمناضلين رغم اختلاف وجهات نظرهم وتوجهاتهم السياسية، في سبيل تحقيق هدف واحد وهو تحرير الوطن". وفي ذات السياق، دعا السيد عميمور الجزائريين إلى "توخي الحذر" وأكد أن "أعداء الجزائر كثيرون" على اعتبار أن الجزائر دولة "لم تحد عن مبادئها وتوجهاتها منذ بيان أول نوفمبر". وأضاف أن الفاتح من نوفمبر 1954 "ينبغي أن يكون يوم احتفال بالنسبة لكل الوطن العربي وللأمة الإسلامية"، مشددا على أن "الجنرال ديغول لم يمنح الجزائر استقلالها، بل كان مجبرا على إنقاذ الدولة الفرنسية" من ثورة الشعب الجزائري. ومن جانبه، أكد المجاهد عمار لونيس، مسؤول بفدرالية جبهة التحرير بفرنسا، على ضرورة "تجند كل محب للوطن من مجتمع مدني وطبقة سياسية، من أجل بناء وطن واحد وموحد، يكون في مستوى تضحيات الشهداء الذي ناضلوا داخل وخارج الوطن، من أجل استقلال الجزائر". كما دعا المجاهد ولد حمو إبراهيم إلى "قراءة التاريخ وفهم خلفياته" من أجل "المحافظة على الذاكرة الوطنية من كل زيف وتحريف"، مؤكدا أن الشباب الجزائري مدعو ل"التضحية في سبيل الوطن تأسيا بتضحيات الأجداد". وبدورها، قالت المجاهدة بالولاية التاريخية الخامسة ليلى الطيب، أن "الشباب الجزائري عليه أن يدرك أن شبابا في مثل أعمارهم استجابوا يوم 1 نوفمبر 1954 لنداء الوطن ورهنوا مستقبلهم وضحوا بحياتهم وبعائلاتهم من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة"، معربة عن أسفها من الشباب الذين يحاولون الهجرة إلى الخارج لتأمين مستقبلهم عوض الاجتهاد من أجل بناء دولة جزائرية على الأسس التي أرساها المجاهدون والشهداء وحثتهم على "الالتفاف حول مؤسسات الدولة ورئيس الجمهورية". ومن جهته، شدد المجاهد بالولاية التاريخية السادسة عروة عبد الرحمن، على أن الجزائر "ستكون دائما واقفة، لأن الشعب الجزائري معروف عبر تاريخه بمقاومة الظلم والعدوان"، حاثا الشباب على أن يكونوا "خير خلف لخير سلف". واعتبرت السيدة نبيلة بن بولعيد، ابنة الشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد، أن الشهداء والمجاهدين "ضحوا من أجل جزائر جديدة وعلى الشباب تحمل المسؤولية وتسلم المشعل لبنائها".