زار رئيس الجمهورية الإيطالية، سيرجيو ماتاريلا، بعد ظهر يوم الأحد، كنيسة القديس أوغستين في اطار زيارة ثقافية و سياحية لمدينة عنابة و ذلك خلال اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها إلى الجزائر. و كان في استقبال الرئيس الإيطالي بكنيسة القديس أوغستين ممثل عن أبرشية قسنطينة هيبون (عنابة) الراهب تيونست بازيريكانا الذي قدم له عرضا حول تاريخ هذه الكنيسة التي تعود إلى القرن التاسع عشر و حياة القديس أوغستين (354-430) ميلادي. و تابع الرئيس الإيطالي, الذي كان مرفوقا بكل من الوزير الأول وزير المالية أيمن عبد الرحمان و وزير الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة و وزير الطاقة و المناجم محمد عرقاب و وزيرة الثقافة و الفنون وفاء شعلال, عرضا مفصلا حول هذا المعلم الديني الذي يمثل رمزا تاريخيا للتعايش و الحوار بين الحضارات. كما تلقى ضيف الجزائر و الوفد المرافق له شروحات حول عمليات الترميم التي استفادت منها هذه الكنيسة سنة 2013 لتبقى معلما ثقافيا و حضاريا و دينيا رمزا للتعايش و حوار الحضارات بالجزائر و تبرز مساهمة الجزائر عبر التاريخ في الفكر و الحضارة الإنسانية. و في ختام زيارته للكنيسة وقع كل من الرئيس الإيطالي و الوزير الأول على السجل الذهبي للكنيسة و ذلك قبل أخذ صورة تذكارية. اقرأ أيضا: الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا يصل إلى عنابة و لدى زيارته لتمثال القديس أوغستين و ذلك بالساحة المقابلة للكنيسة تلقى الرئيس الإيطالي شروحات حول حياة هذا الفيلسوف و رجل الدين. للتذكير فقد حل الرئيس الإيطالي بعنابة بعد ظهر اليوم قادما من الجزائر العاصمة أين كان في توديعه بمطار هواري بومدين الدولي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. كنيسة القديس أوغستين بعنابة: معلم حضاري و رمز تاريخي للتعايش و حوار الحضارات (بطاقة فنية) تقع كنيسة القديس أوغستين التي زارها ظهر يوم الأحد الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا بالموقع الأثري هيبون الرومانية بمدينة عنابة (شمال شرق الجزائر) و تعد معلما حضاريا و رمزا تاريخيا للتعايش بين الحضارات. وتحظى هذه الكنيسة الكاثوليكية التي دشنت سنة 1900 بطابع معماري يمزج بين الطراز المغاربي والبيزنطي و الروماني بسمعة عالمية بفضل الأبعاد الفكرية والحضارية والإنسانية التي حملها رجل الدين والمفكر والفيلسوف القديس أوغستين (354 – 430) ميلادي الذي تحمل اسمه. وتطل كنيسة القديس أوغستين أسقف هيبون الرومانية من أعالي هضبة بوخضرة على الآثار الرومانية لتتحول بذلك إلى قبلة للعبادة و الوقوف على مسارات هذه الشخصية و وجهة للسياحة الدينية. و قد استفاد هذا المعلم الديني من عمليات ترميم انتهت سنة 2013 بعد أن دامت 32 شهرا بغلاف مالي قارب ال 500 مليون دج تم تخصيصه بفضل مساهمات السلطات العمومية الجزائرية و هيئات كنيسية وجمعوية. و قد مكنت عمليات ترميم الكنيسة من استعادة رونقها والحفاظ على الزخرفات والألوان التي تميز مبنى الكنيسة التي استعمل في تشييدها الكثير من المواد المتميزة على غرار الخشب الصلب والرخام الأبيض والأحمر. وتضم الكنيسة التابعة لأبرشية قسنطينة و عنابة قاعة للصلاة وثلاث محارب يحمل أحدهم تمثال ضريح القديس أوغستين و جزء من رفاته بالإضافة إلى بيت الكاهن و أجنحة جانبية من بينها موناستير تأوي مسنين. وتسجل كنيسة القديس أوغستين الذي ولد بطاغست (سوق أهراس حاليا) ودرس بمادور (مداوروش حاليا) بولاية سوق أهراس نحو 19 ألف زائر من داخل وخارج الوطن من بينهم وفود أجنبية للعبادة و زوار للسياحة الاستكشافية والتاريخية.