أكد مشاركون في ندوة وطنية اليوم الثلاثاء بجامعة أمحمد بوقرة ببومرداس بأن "رهان الحفاظ على الذاكرة الجماعية الوطنية" يتطلب في ظل الثورة المعلوماتية المتعاظمة عبر العالم "تشجيع و ترقية المقروئية في المجتمع ككل". وفي هذا الإطار أجزم الجامعي بوعجاجة سليم, من كلية الآداب و اللغات, في مداخلة ضمن فعاليات الندوة الوطنية حول "ثقافة القراءة بالجزائر", بأن تشجيع فعل القراءة في ظل تواجد الأجهزة الفائقة الذكاء التي تغذي فضاءات العوالم الافتراضية عالميا, "يعني كسب رهان الحفاظ على الذاكرة و بناء مجتمع قراءة متجانس". وبالنظر إلى هذه المخاطر التي أصبحت تهدد بطمس ذاكرة وسلوكات وهوية المجتمعات, يقول السيد بوعجاجة, "وجب علينا كأمة جزائرية التصدي لذلك بكل حزم من خلال تنشئة الأطفال على حب فعل القراءة و تغذية عقولهم بذلك بداية من المدرسة بموازاة مع تأصيل المرجعية الفكرية الجزائرية" . كما أكد في هذا الصدد على "ضرورة إحياء روح المطالعة و المقاومة الثقافية من خلال توريث قيم و هوية المجتمع ككل و من ثمة التصدي لعمليات المحو المستمرة لهذه القيم" . وفي مداخلته, أشار عميد كلية الآداب بجامعة بومرداس, نور الدين أولبصير, إلى أن "كل دول العالم معنية بمحاربة ظاهرة تقلص المقروئية بالعمل على إحيائها بشتى السبل المتاحة, خاصة منها ما تتيحه التكنولوجيات الحديثة من فرص سانحة لذلك . وعرج قائلا بأن الاهتمام بنشر و تعميم ثقافة القراءة و تحويلها إلى سلوك في المجتمع بكل ما يعنيه من قيم وهوية و أعراف و سلوكات, "يؤدي إلى تحصين الهوية الوطنية بخصوصياتها وكسب رهان التصدي إلى محاولات العولمة الثقافية التي تهدف إلى طمس خصوصيات المجتمعات". واعتبر السيد أولبصير في هذا الإطار, بأن نشر المقروئية في المجتمع, "يعني بالضرورة اكتساب القوة الناعمة التي تستطيع من خلالها الشعوب أن تستند إليها من أجل تغيير و التحكم في مصيرها". وانتظمت هذه الندوة, التي عرفت مشاركة أساتذة و أدباء و ناشرين و طلبة, ضمن فعاليات "الأبواب المفتوحة" على المكتبات الجامعية و تتواصل إلى غاية يوم الخميس القادم بالمكتبة الرئيسية للجامعة. وتتضمن الفعالية, حسب لوكال رشيد, مسؤول التنظيم, معارض متنوعة تضم أجنحة للكتب بمشاركة دور النشر و أجنحة أخرى للتعريف بالموقع الإلكتروني للمكتبة المركزية و بالبوابة الوطنية للإشعار عن الأطروحات و بالنظام الوطني للتوثيق عن بعد, إلى جانب ندوات فكرية و دورات تكوينية في البحث الببليوغرافي و عرض لمؤلفات أساتذة و طلبة . ويتوخى من تنظيم هذه التظاهرة, استنادا إلى نفس المصدر, التعريف بمحتويات المكتبات الجامعية و تشجيع الطلبة على ثقافة القراءة و اكتشاف المواهب في مجال الكتابة الأدبية و توجيه الطلبة من حيث احترام شروط و أدبيات النشر.