انتصر الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش، في معركته ضد الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية المختلفة، بعد التوصل لاتفاق للإفراج عنه شهر فبراير المقبل، وذلك عقب 141 يوما من الإضراب عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري. والأسير هشام أبو هواش، أب لخمسة أطفال، معتقل منذ ال27 من شهر أكتوبر عام 2020، حول إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر. وسبق للأسير أن تعرض للاعتقال عدة مرات سابقا، وبدأت مواجهته للسجان منذ عام 2003، وبلغ مجموع سنوات اعتقاله 8 سنوات منها 52 شهرا رهن الاعتقال الإداري. واجه أبو هواش، ظروفا صحية حرجة بسبب إضرابه عن الطعام، حيث تعرض لغيبوبة متقطعة إضافة إلى ضعف حاسة البصر وصعوبة في الكلام ومشاكل في عضلة القلب وضمور في العضلات. وأوضح جواد بولص، محامي أبو هواش، أنه تم التوصل إلى تسوية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية، يوقف بموجبها أبو هواش إضرابه، مقابل إعلان سلطات الاحتلال أن الأمر الإداري الحالي ينتهي يوم 26 فبراير المقبل ولن يتم التجديد له. وأوضح المحامي، - وهو في طريقه إلى المستشفى الذي يرقد فيه أبو هواش في وضع صحي خطير - أن الأسير "حقق انتصارا بإرادته وصموده ومعاناته بعد 141 يوما من الإضراب المتواصل عن الطعام". إقرأ أيضا: يوم الأسير الفلسطيني: مطالبة بالتحرك لإنقاذ حياة الأسرى وبدوره، أكد نادي الأسير الفلسطيني، أن معركة أبو هواش "أعادت قضية الحركة الأسيرة إلى الواجهة وتحديدا قضية الاعتقالات الإدارية، رغم كل التحديات التي واجهها الأسير ورفاقه الذين سبقوه بالإضراب مؤخرا"، مشيرا إلى أن "هذا الإضراب رافقته تحديات كبيرة تمثلت بسلسلة من السياسات الممنهجة من كافة أجهزة الاحتلال بمستوياتها المختلفة". واعتبر النادي أن "انتصار أبو هواش في نضاله يأتي مكملا لانتصارات سابقة حققها مناضلون آخرون في مواجهة سياسة الاعتقال الإداري التعسفية". وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية، دعت أمس الثلاثاء، "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، للتدخل بشكل فوري للوفاء بالتزاماتها وضمان حماية الأسير أبو هواش، ونيل حريته". وجددت مطالبتها بالإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين، وأكدت أن "ممارسات الاحتلال الإسرائيلي غير القانونية، بما في ذلك الاستخدام غير القانوني للاعتقال الإداري التعسفي، إنما تهدف لاضطهاد الشعب الفلسطيني، وقمع حريته من خلال محاكمها العسكرية التمييزية التي تعتبر أداة من أدوات الاضطهاد والقمع الوحشي". ويضع الاعتقال الإداري المشتبه فيه قيد الاحتجاز من دون توجيه الاتهام له لمدة ما بين أربعة إلى ستة أشهر قابلة للتجديد لفترة غير محددة زمنيا. ترحيب شعبي ورسمي بانتصار أبو هواش لاقى خبر الافراج عن الأسير أبو هواش، ترحيبا فلسطينيا واسعا بعد انتصاره في معركة الأمعاء الخاوية، حيث هنأ رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الأسير أبو هواش ب"تمكنه من نيل حريته بقوة إرادته وعزيمته بعد 141 يوما من إضرابه المتواصل عن الطعام". بدوره قال صلاح العويصي امين سر قيادة حركة التحرير الفلسطيني (فتح)، إن الاسير ابو غواش هو "التعبير الحقيقي عن انتصار ثورة الصمت و الجوع بعد 141 يوما من النضال بأمعاء خاوية"، مضيفا أن "الأسير أبو هواش كان عاريا وصامتا وخاص حربه المقدسة، فأسمع ضجيج امعائه الخاوية كل المحافل". وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد اللطيف القانوع في بيان، إن "أبو هواش سجل صمودا أسطوريا في مواجهة إرهاب الاحتلال وغطرسته"، موجها تحية فخر واعتزاز للأسير ولكل الأسرى الأبطال، الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية. من جهته، أكد القيادي في "حركة الجهاد الإسلامي" محمد شلح، أن انتصار أبو هواش هو "يوم فارق في تاريخ الشعب الفلسطيني، وتاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي". إقرأ أيضا: الاحتلال الإسرائيلي اعتقل نحو 8000 فلسطيني خلال سنة 2021 فيما حذر عضو المكتب السياسي للحركة جميل عليان، خلال تظاهرة دعت لها الحركة التي ينتمي لها أبو هواش، سلطات الاحتلال من أي تراجع أو مساس بحياة أبو هواش، مطالبا المؤسسات الحقوقية والقانونية بالإشراف على علاج الأسير. وفور إعلان الاتفاق لإطلاق سراح أبو هواش، توجه عشرات من الفلسطينيين إلى منزله في قرية "دورا" في الخليل جنوبالضفة الغربية يرفعون الأعلام الفلسطينية ويهتفون بشعارات داعمة ومؤيدة له وسط أصوات من الزغاريد والأغاني الوطنية. كما عمت الاحتفالات في مناطق متفرقة من قطاع غزة وعلت صوت التكبيرات في المساجد. وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها أكثر من 4 آلاف فلسطيني في 23 سجنا، من بينهم عشرات أمضوا أكثر من 20 عاما، و34 أسيرة و160 طفلا و500 معتقل إداري، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.