ستراسبورغ (البرلمان الأوروبي) - نظمت الجالية المغربية يوم الاربعاء من جديد تجمعا أمام البرلمان الأوروبي, بمدينة ستراسبورغ, لاطلاع أوروبا على انتهاكات حرية التعبير التي ارتكبها الرباط, ودعوتها إلى "رد فعل قوي" للمطالبة بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين وسجناء الرأي في المغرب, حسب ما افادت به وسائل الاعلام. وحسب ذات المصادر, وقف المتظاهرون الذين جاؤوا من مدن ريمس وباريس ونانسي ومونبليارد وستراسبورغ, أمام البرلمان الأوروبي أمس. وترغب الجالية المغربية في "لفت انتباه أوروبا إلى المساس بحرية التعبير" في المغرب و "المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين وسجناء الرأي" في المملكة. و خلال التجمع, قال فؤاد صلاح الدين, من لجنة مساندة السجين السياسي عمر راضي وناصر زفزافي (سجين حراك الريف): "اليوم, يتم اعتقال كل الأصوات المنددة بالتجاوزات في المغرب ويتم منع الناس من الكلام". وطالب ب"إطلاق سراح السجناء السياسيين وعودة المنفيين إلى المغرب". كما دعا البرلمانيين الاوروبيين الى الاطلاع على ما يجري في المغرب. وكانت عدة جمعيات مغربية للدفاع عن حقوق الإنسان قد نظمت في يناير الفارط تجمعا أمام مقر البرلمان الأوروبي, للتنديد بممارسات المخزن ومنظومته القضائية ضد نشطاء حقوق الإنسان والمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي. ورفعت الجمعيات المشاركة في التجمع لافتات تطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين والرأي و معتقلي حراك الريف و الصحفيين و تندد بالممارسات القمعية في المغرب. وكانت لجنة فرنسا لدعم السجناء السياسيين وسجناء الرأي بالمغرب, وجمعية العمال المغاربة في فرنسا, و جمعية المغاربة بفرنسا, وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب ومعهد "مهدي بن بركة - ذاكرة حية" وجمعيات أخرى, دعت إلى مشاركة واسعة في تجمع أمس الأربعاء "للمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين والرأي من بينهم الصحفيين عمر الراضي وسليمان الريسوني و توفيق بوعشرين و اسرى حراك الريف". علاوة على ذلك, لاحظت الجمعيات أن القمع في المغرب لا يثني أحدا و أن "استغلال العدالة أصبح أمرا ثابتا". وقد كتبت الجمعيات في بيان لها : "في المغرب, يتواصل استهداف الصحفيين والمؤثرين على موقع يوتيوب, مغنيي الراب ونشطاء حقوق الإنسان ونشطاء الحركات الاجتماعية وكل المواطنين المطالبين بالعدالة الاجتماعية. في المغرب, تجريم وتشهير وسحق الحريات الفردية, الهجوم على التعبيرات السياسية والنقابية, استغلال العدالة هي أحد ثوابت ديمقراطية الواجهة التي تجعل من القمع مؤسسة". و أعربت الجمعيات عن استيائها من صمت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبرلمانيين الأوروبيين "الذين يجب أن يتفاعلوا بقوة". و أضاف البيان : "في المغرب, عمليات الاختطاف والتعذيب والاعتقالات التعسفية, الاجراءات القضائية, و أحكام السجن طويلة المدى, هي ما يميز +الاستثناء المغربي+ الذي كثيرا ما دافعت عنه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي". وحسب الجمعيات, فإن "دولة المغرب, أمس كما اليوم, بلد صديق للاتحاد الأوروبي, بلد يتم فيه التجسس على هواتف الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي, الإنتهاكات فيه تطال الحقوق الأساسية, وحرية الرأي, وحرية الصحافة الآخذة في الازدياد, التحرش, الاستغلال والإدانة (...) دولة هذا البلد تستفيد من محاباة ومجاملة كبيرة".