يعرف جناح جامع الجزائر الذي يشارك لأول مرة في صالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا) "إقبالا واسعا" من طرف الجمهور, بما يعرضه من وثائق ومجسم حول هذا الصرح تسمح لهم بالتعرف عليه عن كثب, باعتباره مؤسسة دينية وعلمية وثقافية كبرى. ويشهد جناح جامع الجزائر, الواقع بالجناح المركزي للصالون بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة, توافد أعداد كبيرة من الزوار, حسب ما لوحظ, ما يعكس شغفهم واهتمامهم بهذه المؤسسة الدينية والجوهرة المعمارية التي تطل على خليج الجزائر العاصمة, خاصة من فئة الشباب والناشئة والأطفال, إلى جانب الباحثين المختصين في مجال العلوم الدينية والمهندسين, من الجزائر وخارجها. وبالإضافة إلى ما يقدمه الجناح من وثائق تعريفية باللغة العربية حول جامع الجزائر تتزين بها رفوفه, فإن هذا الجناح يشد الانتباه أيضا بتصميمه الهندسي المستوحى من الزخرفة والديكور الداخلي لهذا الجامع, والذي يعكس الإرث المعماري الإسلامي الجزائري, إذ تتصدر الجناح صورة لرئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, وشاشة كبيرة تبث صورا ومعلومات حول جامع الجزائر ومختلف أقسامه. ويتلقى الوافدون على الجناح, ومنهم شخصيات وطنية ودبلوماسية, شروحات وافية من طرف القائمين عليه, حيث يعرض أمامهم مجسم توضيحي كبير لجامع الجزائر, من تصميم مهندسين جزائريين, يبرز أهم مرافقه وما يحتويه من مؤسسات تابعة له, ما يعطي صورة شاملة عن هذا المعلم الديني الضخم, وسط أجواء تفاعلية للزوار. وفي هذا الإطار, اعتبرت نائب مدير الاعلام للنشر والوثائق والأرشيف بجامع الجزائر المكلفة بتسيير مكتبة جامع الجزائر, غنية قمراوي, أن "المشاركة الأولى للجامع في صالون الجزائر الدولي للكتاب هي بمثابة فرصة سانحة لتعريف الجمهور بمختلف فضاءات هذا الصرح الديني الكبير والمؤسسات التابعة له". وأضافت أن الجناح يشهد منذ افتتاح الصالون "إقبالا هاما من طرف مختلف الفئات العمرية ومن العارضين من مختلف الدول المشاركة في هذه الطبعة, ما اضطرنا إلى مضاعفة عدد المرشدين الذين أوكلت لهم مهام التعريف بالجامع ومرافقه ومؤسساته لتقديم شروحات وافية للزوار والإجابة عن مختلف الإستفسارات التي يطرحها هؤلاء بخصوص الجامع". كما أكدت أن المشاركة في الصالون "تعكس حرص جامع الجزائر على ترسيخ التواصل مع الجزائريين بشكل مباشر والتعريف بمؤسساته المتنوعة, فبالإضافة إلى الجانب الديني يحمل جامع الجزائر رسالة ثقافية وحضارية شاملة", مشيرة في سياق كلامها إلى "حرص الجناح على تعريف الجمهور الجزائري وكل المشاركين في الصالون من دور النشر العربية والاجنبية بهذا الصرح الفريد من نوعه في العالم". ومن جهة أخرى, أوضحت السيدة قمراوي أن الجناح "ومن خلال المجسم الهندسي التوضيحي لجامع الجزائر يقدم لزواره المتعطشين معلومات وافية للتعرف على المرافق التابعة له", على غرار "متحف الحضارة الاسلامية في الجزائر", و"مركز البحث في العلوم الدينية وحوار الحضارات", وكذا "المركز الثقافي", و"قاعة المؤتمرات" التي تتسع ل 1400 شخص, بالإضافة إلى "مكتبة جامع الجزائر" التي تتسع بدورها ل 1800 شخص وبرصيدها 1 مليون كتاب". ويعتبر جامع الجزائر, الذي تم تدشينه رسميا في 25 فبراير الماضي من طرف رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, أكبر جامع في إفريقيا والثالث على مستوى العالم, وبه أيضا أكبر مئذنة في العالم بعلو يتجاوز 265 مترا, كما يضم قاعة صلاة كبيرة تتسع لأزيد من 120.000 مصل.