أكد المشاركون اليوم الثلاثاء في معرض الابتكار المقام بساحة جامعة فرحات عباس سطيف-1 في إطار تظاهرة الأسبوع العلمي على "أهمية تعزيز الشراكة بين الجامعة والشريك الاقتصادي لتشجيع المشاريع وتجسيدها والتركيز على المشاريع الأكثر ارتباطا باحتياجات السوق". وأكد العديد من العارضين في تظاهرة الأسبوع العلمي التي ضمت إنجازات وأعمال ابتكارية لطلبة من عدة جامعات من الوطن في مواضيع متعلقة بالأمن الطاقوي والأمن الغذائي وكذا صحة المواطن على "أهمية الاحتكاك مع الشريك الاقتصادي والاجتماعي من أجل تجسيد ابتكاراتهم وبالتالي إشراكهم في تحقيق تنمية مستدامة". وأوضح في هذا السياق الأستاذ محمد دبال من جامعة بلحاج بوشعيب لعين تيموشنت الذي عرض في إطار هذه التظاهرة العلمية جهازا يعمل عن طريق الألياف البصرية للكشف عن التغيرات الحرارية في المناطق الحساسة على غرار البراكين بأن "الجامعة الجزائرية تتوفر على مؤهلات وكفاءات بشرية ما يمكن من تحقيق إقلاع اقتصادي في جميع المجالات". وأضاف محمد دبال لوأج بأن تنظيم هذا المعرض "سيعزز بشكل أكبر الاحتكاك بين المبتكرين والباحثين وكذا طلبة الدكتوراه بمختلف المؤسسات الجامعية وتبادل الخبرات فيما بينهم فضلا عن التعريف بمشاريعهم الابتكارية وإبرازها للشريك الاقتصادي والاجتماعي". وأبرز من جهته، أحمد كرواني مهندس دولة في التهيئة الإقليمية بالمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات لوهران بأن الجامعة الجزائرية "توفر من التأطير والتدريب الجيد بما يستجيب للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية على المستويين الإقليمي والوطني". وأضاف السيد كرواني الحائز على براءة اختراع (2022) بأنه قد تمكن من ابتكار وحدة ذكية لإنتاج السماد الممزوج التي تمزج الأسمدة اعتمادا على أجهزة متطورة في تحليل التربة بما يضمن المساهمة في تحقيق أمن طاقوي وغذائي وكذا صحي، مشيرا إلى "ضرورة تشجيع الباحثين". أما أحمد بومحرز من جامعة محمد خيضر ببسكرة الذي يعرض بالمناسبة ثلاثة (3) مشاريع ابتكارية لجامعة بسكرة من بينها كرسي متحرك ذكي متعدد أنماط التحكم لفائدة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة فذكر بأن تجسيد مثل هذه المشاريع الابتكارية التي تستجيب لمتطلبات التنمية وحركيتها "يتطلب إمكانات غالبا ما تكون كبيرة لاسيما ما تعلق باستيراد مكوناتها الدقيقة"، لافتا إلى دور المستثمرين ورجال الأعمال في تبنيها وتجسيدها وبالتالي التقليص من استيرادها. كما دعا في نفس السياق إلى توسيع قنوات الحوار وبناء رابطة بين الباحثين الجامعيين والشريك الاقتصادي وفتح فرص شراكة فيما بينهم لتنسيق الجهود وتوجيهها على نحو واحد بما يضمن تجسيد شراكة إيجابية بين المؤسسة الجامعية والمؤسسات الاقتصادية. ولدى تطرقه إلى عوامل تحقيق الأمن الغذائي، كشف من جهته، الأستاذ والباحث نور الدين سليماني من جامعة حمة لخضر بولاية الوادي بأن "هناك العديد من الأبحاث التي تتم على مستوى المؤسسات الجزائرية تحتاج إلى مرافقة من طرف المؤسسات الصناعية". واستنادا للأستاذ سليماني، فإن العديد من التجارب الجديدة الناجحة تتم محليا لاسيما ما تعلق ببعض المحاصيل الاستراتيجية و التمور والسكر وغيرها إلا أنها "تبقى بحاجة إلى إرادة قوية لتجسيدها ترتكز على إيجاد مؤسسات تحويلية في المجال الزراعي لتحقيق أمن غذائي وطني". وعرضت بالمناسبة جامعة حمة لخضر بعض المنتجات المحلية المنتجة في إطار التجارب على غرار عسل التمر والسكر وبعض المحاصيل كالكينوا والسلجم الزيتي وبعض أصناف التمور وغيرها. ويضم معرض الابتكار 45 جناحا خاصا بالمؤسسات الجامعية و18 عرضا خاصا بالنوادي العلمية بالإضافة إلى سبعة (7) أجنحة للمراكز الوطنية للبحث وأخرى خاصة بشركات ومؤسسات خاصة وغيرها. وسيتواصل المعرض إلى غاية 21 مايو الجاري، حيث سيتم اختيار أفضل جناح عرض لمشاريع ابتكارية في كل محور (الأمن الطاقوي والأمن الغذائي وكذا صحة المواطن)، حسبما علم من المنظمين.