سيتم احياء يوم غد الأربعاء يوم افريقيا الذي يتزامن مع تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية, المعروفة حاليا باسم الاتحاد الإفريقي, في وقت تسعى دول القارة جاهدة لمواجهة التحديات الصحية الملحة والأمن الغذائي والسلم وغيرها. وأصبح الاحتفال ب"يوم إفريقيا" تقليدا سنويا في القارة وحول العالم, ويتواصل على مدى أيام وحتى أسابيع, وذلك منذ الإعلان عن تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية في 25 مايو 1963. وفي إطار سلسلة الندوات التي تم إطلاقها منذ عام 2012 على مستوى الأممالمتحدة, سيتركز النقاش يوم الجمعة بساحة إفريقيا في جنيف حول "مكانة إفريقيا في ضوء الجيوسياسية الدولية: سيادة وديمقراطية", وسيتطرق المتدخلون بالمناسبة إلى مختلف المواضيع ذات الصلة ب"الهندسة العالمية للتأهب للأوبئة والوقاية منها والتصدي لها ما هو دور إفريقيا في ذلك؟" كما سيتم تقديم العديد من المواضيع التي تتعلق بجهود دول القارة الافريقية في تحقيق أهداف الاتحاد الافريقي الاستراتيجية, لاسيما ما يتعلق بإنهاء الاستعمار وتسوية النزاعات المسلحة وحماية السلم, بالإضافة إلى التطرق إلى الوضع في الصحراء الغربية, آخر مستعمرة في إفريقيا, والعضو النشط في الاتحاد الإفريقي. وعادت القضية الصحراوية بقوة إلى دائرة الضوء, بعد خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار في ال13 نوفمبر 2020, باعتدائه على متظاهرين مدنيين سلميين بالمنطقة العازلة بالكركرات. وبعد مرور تسعة وخمسين عاما, سعت دول الاتحاد الإفريقي بدرجات متفاوتة إلى تحقيق الأسس والمبادئ الخاصة بالنهضة الإفريقية وروح الوحدة الإفريقية والهوية الثقافية والقيم المشتركة والمحددة في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وأجندته لعام 2063. وبالمناسبة ,أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش, أن الكم غير المحدود من الطاقة والتفاؤل لدى شباب إفريقيا يؤدي إلى دفع القارة بسرعة إلى الدخول في عصر جديد من التنمية المستدامة من خلال تنفيذ خطة الاتحاد الإفريقي لعام 2063 بالتواؤم مع خطة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيق أهدافها السبعة عشر بحلول عام 2030. وأضاف الأمين الأممي قائلا: "أصبحت إفريقيا بصورة متزايدة تتولى بنفسها شق طريقها نحو المستقبل. وتشكل خطة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 الرؤية التوجيهية لتنمية أفريقيا, وهي تتكامل تكاملا تاما مع خطة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وتتيح للقارة جمعاء أساسا لبناء القدرة على التكيف وتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي. وتلتزم الأممالمتحدة التزاما كاملا بإسداء الدعم لإفريقيا فيما تبذله من جهود". وتتفق الخطتان, كما قال الأمين العام, على أهمية التغيير الذي يركز الاهتمام على الإنسان ويراعي كوكب الأرض. ويمثل القضاء على الفقر الأولوية المطلقة للخطتين, مؤكدا إن الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي يعملان معا بشكل وثيق لتعميم الخطتين في خطط التنمية الوطنية والتعاون لإطلاق الفرص الجديدة من منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. كما حث غوتيريش, دول العالم على دعم المساعي المبذولة من أجل إحلال السلام والرخاء في القارة الأفريقية. وقال إن إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية يمكن أن تشجع التكامل الإقليمي وتحرك النمو الاقتصادي وتولّد فرص العمل للشباب الأفارقة كما أنها ستخفف من وطأة الفقر وتفضي إلى قيام مجتمعات أكثر استقرارا وسلما. وأوضح في ذات السياق, إن الدول الإفريقية "أظهرت قيادة جديرة بالثناء" في مكافحة جائحة (كوفيد-19. كما نوه مسؤولون أمميون آخرون ب"يوم أفريقيا "عبر تغريدات على" تويتر" حيث كتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي: "نحتفل بكرم الضيافة المقدم في العديد من المجتمعات الأفريقية للاجئين والنازحين ونتعهد بدعمها لأنها تتشارك المأوى والطعام والخدمات والموارد المحدودة مع الفارين من الحرب والعنف". كما أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبرييسوس, عن أمله في العمل "معا بشكل أكبر لجعل أفريقيا مكانا أكثر ازدهارا وسلاما وصحة وأكثر أمانا وإنصافا" لجميع الأطفال. ويعتبر هذا اليوم الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو 1963 حيث وقعت 32 دولة أفريقية مستقلة في مثل هذا اليوم على الميثاق التأسيسي في أديس أبابا بإثيوبيا. وفي عام 2002 أصبحت منظمة الوحدة الأفريقية تعرف باسم الاتحاد الأفريقي.