شدد الرئيس الصحراوي, الأمين العام لجبهة البوليساريو, ابراهيم غالي, على ضرورة مضاعفة الجهود لإيجاد أفضل السبل وأنجع السياسات لمعالجة أوضاع اللاجئين والنازحين في افريقيا, مبرزا الاهمية البالغة لهذه المسألة و تأثيرها على الأمن والاستقرار في القارة. و أوضح الرئيس غالي في مداخلته أمام رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي خلال أشغال القمة الإستثنائية حول المساعدات الإنسانية, اليوم الجمعة بمالابو (غينيا الإستوائية) أن "اهتمام منظمتنا بأوضاع اللاجئين والنازحين يكتسي أهمية بالغة, لما للموضوع من تأثير على مجمل أوضاع قارتنا, الاجتماعية والاقتصادية, وبشكل خاص على الأمن والاستقرار, وما ينجم عنه من مضاعفات على تنمية و ازدهار شعوبنا, وعلى مستقبل أجيالنا المقبلة, و التي تحتم علينا التفكير في خلق البدائل المناسبة لتنمو في أحسن الظروف, بعيدا عن ويلات الحروب والفقر والنزاعات التي عانت منها قارتنا طويلا". وشدد على أن "تواجد أغلب اللاجئين والنازحين في قارتنا يفرض علينا بإلحاح أن نضاعف الجهود على مستوانا كدول, أو بصفتنا الجماعية كمنظمة قارية, أو على مستوى علاقاتنا مع المجتمع الدولي, لإيجاد أفضل السبل و أنجع السياسات للخروج من وضعية لا تشرف القارة الإفريقية". و اعتبر أنه "من أبرز مسببات الوضع الانساني الخطير والمؤسف الحالي, هو عدم احترام مواثيقنا وقراراتنا, مثل احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال أو تلك المتعلقة بالديمقراطية والحكم الرشيد, أو الخاصة بميثاق حقوق الانسان والشعوب, أو باتفاقيات محددة, مثل مكافحة الإرهاب أو التصحر وغيرها". وقال في السياق أنه "من المؤكد أن هذه الظاهرة تهدر أهم موارد قارتنا و المتمثلة في رأسمالها البشري الذي هو العماد الحقيقي لأي تنمية اجتماعية واقتصادية نطمح إليها جميعا, حاضرا ومستقبلا". و كانت أشغال قمة طارئة حول الأزمات الإنسانية في إفريقيا قد افتتحت اليوم بمالابو, بمداخلات لكل من الرئيس السنغالي, رئيس الإتحاد الإفريقي الحالي, ماكي سال, و رئيس جمهورية غينيا الإستوائية, تيودورو أوبيانغ انغويما امباسوغو, و رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي, موسى فقي, بالإضافة إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمكلف بشؤون القضايا الإنسانية. وتهدف هذه القمة الاستثنائية إلى مناقشة التحديات التي تؤثر على المساعدات الإنسانية في إفريقيا, و الدعوة إلى التمويل المستدام للإحتياجات الإنسانية في القارة, وكذا تعبئة الموارد للإستجابة الإنسانية في إفريقيا. و أبرز المتدخلون, الجهود الإفريقية المبذولة إلى جانب الشركاء الدوليين من أجل مواجهة التحديات الإنسانية في القارة الإفريقية, والتي تفاقمت بسبب الاثار الإجتماعية والإقتصادية لجائحة كورونا, والكوارث عبر القارة. وتم خلال المداخلات اقتراح الحلول الدائمة لمواجهة التحديات الإنسانية الحالية, وخاصة التمويل الإنساني, وتلك التي تساهم في الإنتعاش بعد النزاعات والسلام والتنمية. كما شهدت القمة تقديم تقارير من قبل المتدخلين حول الأوضاع الإنسانية في القارة الإفريقية, والتي تسببها الكوارث المتعلقة بالمناخ, والنزاعات, والأنشطة الإرهابية المتزايدة, وعدم الإستقرار السياسي, والجوائح الصحية, مما أدى إلى عكس مسار التقدم الإنمائي في مختلف القطاعات, بما في ذلك الصحة, التعليم, الأمن الغذائي وسبل العيش. و من المقرر ان تعقد يوم غد السبت القمة الاستثنائية الثانية حول الإرهاب والتغييرات غير الدستورية في القارة الافريقية.