أوسرد (مخيمات اللاجئين الصحراويين ) - توج الفيلم الوثائقي الطويل الجزائري "وني بيك، الشعب الذي يعيش أمام أرضه" للمخرج والسيناريست رابح سليماني، والذي يندد بجرائم المحتل المغربي ضد الشعب الصحراوي، بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للسينما في الصحراء الغربية "في-صحرا" في دورته ال17 (12- 16 أكتوبر)، حسب ما أعلن عنه المنظمون اليوم الأحد. ويتطرق هذا العمل، المنتج في 2022 من طرف المركز الجزائري لتطوير السينما والتلفزيون الجزائري ومؤسسة الإنتاج الخاصة "المروار" وبدعم أيضا من صندوق الدعم "فداتيك" التابع لوزارة الثقافة والفنون، لجرائم المحتل المغربي بحق الشعب الصحراوي، مسلطا الضوء على الجدار الفاصل الذي أقامه هذا المحتل في بداية ثمانينيات القرن الماضي. وعلى مدار 95 دقيقة، يتناول الفيلم المسار الحياتي والمهني لمجموعة من الطلبة بمدرسة للسينما بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، حيث يستعدون لحفل تخرجهم بتصوير فيلم وثائقي حول هذا الجدار، الملقب ب "جدار العار"، والذي قسم أراضي الصحراء الغربية وتسبب بشتات شعبها. ويبرز هذا العمل المآسي التي خلفها هذا الجدار القاتل على مر عشريات طويلة، وهذا من خلال شهادات لصحراويين فقدوا أقاربهم وأحباءهم بسبب الألغام المتراصة على طوله، أو تعرضوا لعاهات دائمة بسببها، كما يستعرض الفيلم تهجير وطرد الصحراويين من أراضيهم التاريخية في المناطق المحتلة. ويشدد العمل خصوصا على الدور الرائد للمرأة الصحراوية في الكفاح ضد المحتل المغربي، وخصوصا في الأراضي المحتلة أين تعاني المرأة الصحراوية مختلف أنواع القمع والاضطهاد والاعتداءات اليومية، على غرار ما حدث للمناضلة والمدافعة عن حقوق الانسان سلطانة خية وأختها الواعرة. ورغم كل المآسي الإنسانية التي يستعرضها هذا العمل والتي تسبب فيها الاحتلال المغربي على مدار أكثر من 40 عاما، إلا أن الفيلم يحمل أيضا في طياته جانبا إيجابيا متمثلا في العزيمة والإصرار على التحرر والتنديد بالصمت الدولي حيال جرائم المحتل المغربي. ويحمل أيضا هذا الفيلم العديد من العناصر المعبرة عن ثقافة الشعب الصحراوي الأصيلة، الثقافة الحسانية التي يسعى المغرب إلى محوها، فالأطفال في المدرسة يتعلمون تاريخ وطنهم المسلوب وشعبهم المضطهد والجدات يحكين لأحفادهن عن البطولات والتضحيات وأما الشباب فيرددون أغاني النضال والكفاح المتوارثة. رابح سليماني، مخرج وسيناريست من مواليد سوق اهراس في 1982، وفي رصيده عدد من الأفلام القصيرة بينها "رجل ومسرحان" في 2016 و"سالمين" في 2017. وكانت الدورة ال17 للمهرجان الدولي للسينما في الصحراء الغربية، التي نظمت تحت شعار "لننه الاستعمار من الصحراء الغربية"، قد عرفت حضور زهاء 200 مشارك من 20 بلدا من ضمنهم فنانين وسياسيين وحقوقيين، حسب المنظمين. كما شهدت هذه التظاهرة عرض أزيد من 30 فيلما بين روائي طويل وقصير ووثائقي، على مدار خمسة أيام، وهذا من أجل "التعريف بعدالة القضية الصحراوية وتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية". وشارك في هذه الطبعة مخرجون وممثلون قادمون من بلدان بينها إسبانيا والبيرو والولايات المتحدةالأمريكية وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى وفد قادم من المناطق الصحراوية المحتلة لمشاركة الشعب الصحراوي في الذكرى ال 47 لإعلان الوحدة الوطنية الصحراوية. ويعتبر هذا المهرجان بمثابة "أداة للتنديد بالظلم الذي يعاني منه الشعب الصحراوي والمطالبة بإيجاد حل سريع وعادل وإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية كما يقتضي القانون الدولي".