تم اليوم الأحد بالجزائر العاصمة عرض الفيلم الوثائقي الطويل "وني بيك, الشعب الذي يعيش أمام أرضه" للمخرج والسيناريست الجزائري رابح سليماني, والذي يندد بجرائم المحتل المغربي ضد الشعب الصحراوي, مسلطا الضوء خصوصا على الجدار الفاصل الذي أقامه هذا المحتل في بداية ثمانينيات القرن الماضي. وعلى مدار 95 دقيقة, يتناول هذا العمل, المنتج في 2022, حياة مجموعة من الطلبة بمدرسة للسينما بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف, حيث يستعدون لحفل تخرجهم بتصوير فيلم وثائقي حول هذا الجدار, الملقب ب "جدار العار", والذي قسم أراضي الصحراء الغربية وتسبب في شتات شعبها. ويبرز هذا العمل المآسي التي خلفها هذا الجدار القاتل على مر عشريات طويلة, وهذا من خلال شهادات لصحراويين فقدوا أقاربهم وأحباءهم بسبب الألغام المتراصة على طوله, أو تعرضوا لعاهات دائمة بسببها, كما يستعرض الفيلم تهجير وطرد الصحراويين من أراضيهم الأصلية في المناطق المحتلة. ويشدد العمل خصوصا على الدور الرائد للمرأة الصحراوية في الكفاح ضد المحتل المغربي, وخصوصا في الأراضي المحتلة أين تعاني مختلف أنواع القمع والاضطهاد والاعتداءات اليومية, على غرار ما حدث للمناضلة والمدافعة عن حقوق الانسان سلطانة خية وأختها الواعرة. ورغم كل المآسي الإنسانية التي يستعرضها هذا العمل والتي تسبب فيها الاحتلال المغربي على مدار أكثر من 40 عاما, إلا أن الفيلم يحمل أيضا في طياته جانبا اخرا متمثلا في العزيمة والإصرار على التحرر مهما بلغت جرائم المحتل المغربي. هذا الفيلم تضمن أيضا العديد من العناصر المعبرة عن ثقافة الشعب الصحراوي الأصيلة, الثقافة الحسانية التي يسعى المغرب إلى "محوها نهائيا", فالأطفال في المدرسة يتعلمون تاريخ وطنهم المسلوب وشعبهم المضطهد والجدات يحكين لأحفادهن عن البطولات والتضحيات وأما الشباب فيرددون أغاني النضال والكفاح المتوارثة. وقال رابح سليماني, عقب العرض, أن فيلمه "عمل نضالي, يعطي الكلمة للصحراويين في سرد تاريخهم والتعبير عما عانوه ويعانوه اليوم من جرائم وتقتيل وتهجير من طرف المحتل المغربي", مضيفا أن الفيلم موجه لكل "إنسان يريد الاستماع لهذا الخطاب التحرري, فهو بمثابة دعوة لإنقاذ هذا الشعب". وأضاف المخرج أن عمله "بمثابة تحقيق أيضا يسلط من خلاله الضوء على جدار العار المغربي الذي يقسم أراضي الصحراء الغربية ويشتت شعبها", مؤكدا على أنه "ثاني أطول جدار في العالم ب 2720 كلم, وبه أكثر من 7 ملايين لغم, تسببت بكوارث رهيبة على البشر والبيئة...". ويرى سليماني أن هذا الجدار "متواجد على أرض الواقع, ولكنه يرمز في نفس الوقت إلى جدار الصمت, الصمت الذي يطغى على العالم في نظرته إلى قضية الشعب الصحراوي", مشددا على أن هذا الجدار يشكل خطرا كبيرا, ويجب كسره". وختم المتحدث بالقول أن فيلمه, الذي بدأ في كتابة نصه في 2016 وتصويره في 2021, قد اختير ليكون فيلم الافتتاح بالمهرجان السينمائي الدولي "في صحرا" في دورته ال17 التي ستعقد من 11 إلى 16 أكتوبر الجاري بمخيمات اللاجئين الصحراويين. وأنتج هذا العمل من طرف المركز الجزائري لتطوير السينما والتلفزيون الجزائري ومؤسسة الإنتاج الخاصة "المروار" وبدعم أيضا من صندوق الدعم "فداتيك" التابع لوزارة الثقافة والفنون. رابح سليماني, مخرج وسيناريست من مواليد 1982, وفي رصيده عدد من الأفلام القصيرة بينها "رجل ومسرحان" في 2016 و"سالمين" في 2017.