قال الكاتب و الحقوقي المغربي التيتي الحبيب, أن الطبقة العاملة في المغرب تعيش اليوم حالة الطوارئ دون أن تعلنها الدولة المخزنية نهارا و جهارا, حيث تم إلغاء العديد من القوانين تمهيدا لسن قانون الاستثمار الذي يشرعن للاستغلال العبودي, معتبرا " ما تتعرض له هذه الطبقة من مآسي مخطط له مع سبق إصرار وترصد ". و في عموده الصحفي " من وحي الأحداث " على جريدة " النهج الديمقراطي العمالي " تحت عنوان " إنهم كالضباع ينهشون لحم الطبقة العاملة ", قال التيتي الحبيب, إن " المتتبع الفطن والمراقب النزيه للوضع في المغرب يلاحظ باندهاش وحنق, ما تعيشه الطبقة العاملة المغربية منذ انتشار جائحة كورونا من تفاقم لأوضاعها الاجتماعية, و ما تتعرض له من مآسي مخطط لها بسبق إصرار وترصد". وأضاف أن "البرجوازية الرأسمالية وكبار ملاك الأراضي بالمملكة المغربية تخلصوا من القناع الذي كانوا يستعملونه في الماضي القريب للظهور كمن يتوخى العلاقة الإنسانية والتعامل الأبوي مع العمال والعاملات في جميع وحدات الإنتاج ". واوضح, في هذا الاطار, أنه " في الوقت الذي كانت فيه هذه البرجوازية الافتراسية تهرب إلى المخابئ والمنتجعات المعقمة ضد فيروس كورونا كانت تدفع بالعمال إلى ركوب كل المخاطر", ما نتج عن ذلك, يضيف, " فقدان الطبقة العاملة المئات بل الآلاف من أفرادها بسبب الجائحة, لتحقق الشركات والمؤسسات الكبيرة الاحتكارية أرباحا لم تحققها منذ تأسيسها". كما استغلت هذه الطبقة, حسبه , " هذه الجائحة لإلزام الدولة المخزنية بإمدادها بكل ما تطلبه من دعم مالي ومن إجراءات قانونية تجبر العمال على الإذعان والمزيد من الرضوخ (..) ", مردفا " و كما أطلقت الدولة المخزنية يد هذه الطبقة لاستعمال وتعميم الهشاشة وسط العمال, وفرض العمل بعقود لا تتجاوز مدتها 6 اشهر, أطلقت يدها لتجريم الانتماء النقابي وتأسيس المكاتب النقابية". ويرى, في السياق, أن " الطبقة العاملة في المغرب تعيش تحت حالة الاستثناء ( الطوارئ) بدون أن تعلنها الدولة نهارا وجهارا, حيث تم إلغاء القوانين تمهيدا لسن قانون الاستثمار الذي يشرعن للاستغلال العبودي" . كما أبرز, في سياق ذي صلة, معاناة الطبقة العاملة " التي فقدت آلاف الأرواح, نتيجة سياسة الأرباح قبل الأرواح الإجرامية التي طبقت عليها", ناهيك على ما تعرض له العمال " من طرد من العمل و سجن و تنكيل عندما يناضلون ضد هذا الظلم,", مشيرا الى ما تعرضت له هذه الطبقة العمالية من "تشريد عائلات بأكملها, و تجويع وأمراض فتاكة ". و خلص الكاتب و الحقوقي المغربي , أن جائحة كورونا كشفت عن الوجه القبيح ل" الباترونا ", التي " انقضت على العمال مثل ما تفعل الضباع لما تجد في طريقها طريدة مريضة أو واهنة " .