احتضن مركز الفنون والثقافة لقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة، يوم الثلاثاء، دورة تكوينية خاصة لفائدة أعوان سلك الجمارك حول "حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية" وذلك في إطار إحياء شهر التراث ( 18 ابريل -18 مايو) الذي يقام هذه السنة تحت شعار " التراث الثقافي الجزائري وامتداداته الإفريقية". و تميز هذا اللقاء التكويني بتقديم مداخلات من طرف مختصين ومهنيين وفاعلين في القطاع والمؤسسات المكلفة بحماية التراث الثقافي، بهدف تنمية التعداد المؤهل في مجال الخبرة المتعلقة بطبيعة المواد التراثية وتزويد أعوان الجمارك بخبرات تخص تقنيات البحث والتحري الحديثة و الأطر القانونية المتعلقة بمجال حماية وتأمين التراث الثقافي باعتباره مكون أساسي للهوية الوطنية. و أكد المراقب العام حملاوي عمار، مدير فرعي للإعلام والاتصال بالمديرية الجهوية للجمارك بالجزائر العاصمة، أن حماية التراث الثقافي "في صلب المهام الجوهرية للجمارك الجزائرية للتصدي ومجابهة هذه الجريمة ومكافحتها وذلك بفضل آليات قانونية وطنية وكذا في إطار الاتفاقيات الدولية على غرار اتفاقية 1977 و التي تعمل على تعزيز التعاون بين الدول لحماية الممتلكات الثقافية"، كما شدد على "أهمية التكوين والتنسيق العملياتي لمحاربة هذه الجريمة ضد التراث وذلك بتنظيم دورات تكوينية لأعوان الجمارك وتعزيز التعاون مع باقي المصالح الأمنية في الميدان". و أفاد نفس المسؤول، بخصوص نشاط الجمارك في مجال محاربة تهريب الآثار أنه تم تسجيل منذ 2018 لغاية الثلاثي الأول من سنة 2023 عمليات نوعية على غرار استرجاع 48 أحجار أثرية، 6 تماثيل، 22 قطعة نقدية، مسكوكات، و حجز 12 سيف قديم، 821 أواني أثرية، 36 فسيفساء من الفترة العثمانية وغيرها من القطع الأثرية. بدورها، تناولت مديرة مركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر، فايزة رياش، الآليات القانونية و المواد التنظيمية التشريعية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية المنقولة والثابتة، كما ثمنت جهود مختلف الأسلاك الأمنية والتنسيق العملياتي الميداني في سبيل حماية عناصر التراث الثقافي الوطني و مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية والتصدي لمختلف أشكال التعدي على التراث وتخريب المواقع الأثرية.