* معالجة 125 قضية واسترجاع 5638 قطعة أثرية خلال 2022 أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، بأن حرص قطاعها على إقامة دورات تكوينية في مجال حماية وصون التراث الثقافي، يندرج ضمن إستراتجية الدولة الجزائرية، الرامية إلى تعزيز الحماية الشاملة لتراثنا الثقافي على جميع المستويات المحلية والإقليمية وحتى الدولية، كما يرفع من سقف التحدي لمجابهة جميع الجرائم المتعلقة به. وأوضحت وزيرة الثقافة والفنون في كلمة لها ألقاها نيابة عنها الأمين العام للوزارة زهير بللو خلال إشرافه أول أمس، على افتتاح الدورة التكوينية الخامسة لفائدة مختلف الأسلاك الأمنية في مجال حماية التراث الثقافي، تحت شعار "حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية"، بقصر الثقافة مفدي زكرياء وبحضور ممثلي قيادة القوات البحرية، قيادة الدرك الوطني، الأمن الوطني، الجمارك الجزائرية إلى جانب إطارات وزارة الثقافة والفنون، أن هيئتها تعمل رفقة شركائها داخل وخارج الوطن، للتصدي لمثل هذه الاعتداءات باعتبارها جرائم عابرة للحدود، مشيرة أن ظاهرة المتاجرة بالممتلكات الثقافية تعتبر ثالث نشاط إجرامي في العالم بعد تجارة الأسلحة والمخدرات. كما أشادت وزيرة الثقافة بدور مختلف الأسلاك الأمنية في الاضطلاع بدور حماية التراث الثقافي، معتبرة أن هذه الدورة التكوينية تكملة للمعارف النظرية والتجارب الميدانية في مجال الأمن الثقافي وحماية الوطن، مؤكدة أن هذه الدورة التكوينية الخامسة جاءت وسط تحديات القطاع الوزاري بدءً من رقمنة تراثنا الثقافي ومراجعة الخريطة الأثرية وذلك منذ افتتاح الجلسات الجهوية في 26 أفريل الماضي والتي ستشمل كل ولايات الوطن على أن تختتم يوم 18 ماي في ندوة وطنية تكون خاتمة لشهر التراث لعام 2023. كما جددت الوزيرة بالمناسبة التزام الجزائر بحماية التراث الثقافي الوطني المادي وغير المادي وسعيها إلى الحفاظ عليه، وذلك من خلال سنها لترسانة من القوانين تهدف إلى حماية التراث الثقافي، وأوضحت أن هذه المنظومة القانونية رافقها وضع آليات مؤسساتية حكومية، جاءت لتجسيد هذه التشريعات الوطنية على أرض الواقع، فأنشئت مراكز البحوث في مجال البحث في التراث الثقافي المادي واللامادي، ودواوين لتسيير الحظائر الثقافية بجنوبنا الكبير، ودعمت المتاحف الوطنية هياكل تنظيمية جديدة تسمح لها بممارسة نشاطاتها الهادفة إلى زرع الوعي بحماية التراث الثقافي للأمة، كما أُنشأ ديوان لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية لتسيير المواقع الأثرية المصنفة. كما نوَّهت الوزيرة بالقرار الحكيم للسّيد الوزير الأول بالتكفل برفع مساهمة الدولة للديوان خلال سنتي 2023 و2024، وذلك قصد تمكين الديوان من تعزيز حماية المواقع الأثرية على المستوى الوطني، بتوظيف 668 عون حراسة إلى جانب إنجاز 32 مركز حراسة مع اقتناء معدات حديثة لحماية وتأمين المواقع الأثرية. ..معالجة 125 قضية واسترجاع 5638 قطعة أثرية من جهته أشاد ممثل المديرية العامة للجمارك, المفتش العميد جكنوني يحي, بمساهمة الدورة التكوينية في تعزيز معارف المتربصين في المجال والتنسيق بين مختلف الأسلاك الأمنية لقمع جرائم المساس بالتراث الثقافي, مؤكدا أن فرق مصالح الجمارك مجندة لمحاربة كل أشكال الجرائم المنظمة العابرة للحدود التي تهدد الاقتصاد والهوية الوطنية والسهر على تطبيق آليات الرقابة بفعالية لمكافحة كل أشكال المتاجرة وتهريب الآثار التي تستنزف الهوية الثقافية ومقومات الذاكرة الجزائرية باعتبار التراث رمز من رموز الهوية الوطنية، مضيفا أن جهود مصالح الجمارك مكنت خلال السنوات الماضية والثلاثي الأول من السنة الجارية 2023 من إحباط محاولة تهريب 996 قطعة أثرية ترجع إلى حقب مختلفة من تاريخ الجزائر. و من جهته, أشار ممثل القيادة العامة للدرك الوطني, العقيد ميلي لونيس, أن فرق حماية المساس بالممتلكات الثقافية التابعة للدرك الوطني وباقي الفرق الإقليمية على المستوى الوطني قامت خلال سنة 2022 بمعالجة 125 قضية في هذا الإطار مكنت من استرجاع 5638 قطعة أثرية تم تسليمها للمتاحف التابعة للوزارة, كما ساهمت في اكتشاف 52 موقع أثري, إلى جانب أهمية مثل هذه الدورات التكوينية في تعزيز تكوين ضباط فرق الشرطة القضائية لضمان مردودية ناجعة في الميدان. من جانبه، ذكر ممثل المديرية العامة للأمن الوطني, العقيد مولاي عاشور, أن الدورة التكوينية ستمكن الإطارات من تعزيز معارفهم وقدراتهم العملياتية والتحكم في الإجراءات القانونية والتحقيقات المتعلقة بمكافحة الجرائم التي تمس بالتراث الثقافي, مشيرا إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني وضعت خطة عملياتية ناجعة لوضع حد لمخالفات أعمال المساس بتراثنا العريق مبنية على إنشاء الفرق المتخصصة والتكوين المستمر والتنسيق مع المصالح المتخصصة لوزارة الثقافة والفنون وباقي الشركاء, وكذا التحسيس بضرورة حمايتها. للإشارة، سيتلقى 80 مستخدما وعونا تابعين لمختلف الأسلاك الأمنية المكلفة بحماية التراث الثقافي خلال هذه الدورة التكوينية الخامسة تكوينهم الميداني لغاية 16 ماي على مستوى كل من المتحف العمومي الوطني الباردو, المتحف الوطني للآثار القديمة, المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية, المتحف الوطني للفنون الجميلة, المركز الوطني للبحث في علم الآثار, إلى جانب المدرسة الوطنية العليا لحفظ الممتلكات الثقافية وترميمها, المتحف الوطني البحري والمتحف الوطني للآثار بشرشال.