شكلت التكنولوجيات الحديثة والمتطورة أهم ما ميز الطبعة ال18 للمعرض الدولي للمعدات والتقنيات وخدمات المياه الذي اختتم اليوم الخميس بقصر المعارض بالعاصمة, والتي من شأنها تقديم حلول مبتكرة لتحسين وضبط كميات المياه المستعملة في ظل التحولات المناخية الراهنة. وخلال جولة بأجنحة المعرض, وقفت (واج) على أحدث التكنولوجيات التي تم التوصل إليها في هذا المجال, حيث أكد العارضون أن التحولات التي شهدها العالم أملت ضرورة إيجاد الحلول الكفيلة للمحافظة على المياه وترشيد استغلالها, سواء ما تعلق منها بعمليات السقي او نقل المياه أو اعادة استغلال المياه المستعملة. وفي هذ الاطار, عرضت المؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية (أو أن سي سي), التابعة للمجمع العمومي (إيميتال), المحطة المتنقلة لتحلية المياه، و التي تعد ابتكارا يرمي الى ربط مراكز الحياة أو حتى الورشات بالمياه والتقليل من تكاليف النقل. وقال رئيس مصلحة المعدات الهيدروميكانيكية بوحدة "ألييكو" التابعة للمؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية (أو أن سي سي), عبد الرحمان قطاش, أن "هذا الابتكار جزائري, وهو أحدث ما تم التوصل اليه في هذا المجال, فهو مزود بأحدث التكنولوجيات لتحلية المياه وازالة كل الشوائب, بطاقة استيعاب تتراوح ما بين 25 متر مكعب يوميا و تصل 1000 متر مكعب /يوميا بإضافة وحدات أخرى له". وتكمن خاصية هذه المحطة في "سرعة تركيبها ونقلها, ويمكن تنصيبها على مقربة من بئر أو نقب, أو حتى منفذ للبحر بغرض معالجة المياه المالحة والأكثر ملوحة, ما سيسمح بإنتاج مياه صالحة, تستجيب للمعايير المعمول بها". من جهتها, أكدت مسؤولة الاتصال على مستوى الديوان الوطني للسقي وصرف المياه, كارين أمقران, أن بعض التجارب المطورة في عمليات السقي بعدد من الولايات أثبتت نجاعتها وحققت نتائج جد ايجابية, و "ستعمم مستقبلا". وأوضحت السيد أمقران, أن التكنولوجيات الحديثة في مجال السقي ستسمح "بتحسين وضبط كميات المياه والاقتصاد فيها", مشيرة الى بعض التجارب "الناجحة" في المجال على غرار عملية "السقي الذكي", المعتمدة أساسا على أجهزة التكنولوجيات الحديثة التي ترصد درجة حرارة ورطوبة وملوحة التربة, ما سيسمح بإعطاء اشارات ودلالات يتم قراءتها وتحويلها الى مخرجات مواتية في الوقت اللازم. وأضافت بأن هذه العملية يتم تحميلها في تطبيق خاص مدرج على أجهزة الحواسيب, تقوم بإعطاء الاشارة في التوقيت المناسب، و تحديد الكميات الواجب اعطاؤها للنباتات, اقتصادا للماء وترشيدا لاستغلاله. كما أشارت المسؤولة إلى أن التحولات المناخية أملت على مهنيي القطاع ضرورة ايجاد بدائل للسقي التقليدي من خلال طرق "غير تقليدية" على غرار استعمال المياه المستعملة المصفاة في السقي, والتي باشرها الديوان بمحطتي حناية (تلمسان) بمساحة 912 هكتار, ومليطة (وهران) على 6286 هكتار و التي "حققت نتائج ايجابية". من جانبه, يسعى الديوان الوطني للتطهير الى اعتماد الطرق العلمية الحديثة في معالجة المياه والحفاظ على الموارد والمحيطات المائية, حيث أوضحت رئيسة خلية الاتصال, كريمة حاجي, أن استرجاع المياه المستعملة وتصفيتها أضحى أمرا أكثر من ضروري في الوقت الحالي لإعادة استخدامها في مجالات الصناعة والسقي. وأضافت بأن شبكة التطهير المتواجدة في 1158 بلدية من خلال 281 مركز للتطهير, تسير شبكة صرف بطول 65404 كلم. من جهتها، تسعى الشركة الجزائرية لمعالجة المياه, فرع مجمع "سيدار", الى توظيف خبرتها في المجال خصوصا ما تعلق بالهندسة لمواجهة شح المياه، و خصوصا في عنابة التي يتم تزويدها بهذه المادة الحيوية من سد الشافية (30 كلم من ولاية الطارف)، حسب مديرها العام، عبد الحميد عقوني, الذي اوضح بان الشركة تسعى لتصبح "قاطرة في مجال الهندسة" المتخصصة في هذا القطاع. و كانت الطبعة ال18 للصالون الدولي لمعدات وتقنيات وخدمات المياه قد انطلقت الثلاثاء الماضي بمشاركة أزيد من 140 مؤسسة وطنية وأجنبية من 14 دولة.