المياه المصفاة والسقي الذكي لتجاوز الأزمة أكدت مسؤولة الاتصال على مستوى الديوان الوطني للسقي وصرف المياه كارين آمقران، أن الظرف الراهن الذي تمر به الجزائر بسبب نقص الأمطار يفرض اللجوء إلى تعبئة موارد غير تقليدية وتقنيات أخرى، سيما في المجال الفلاحي باستعمال المياه المستعملة المصفاة. أشارت أمقران في تصريح ل «الشعب»، على هامش مشاركة «لونيد» في الطبعة 16 للصالون الدولي لمعدات وتكنولوجيات وخدمات المياه، والتي جاءت في سياق استثنائي بسبب الجائحة الصحية وشح المياه، من أجل توضيح الاستراتيجية العامة للقطاع والديوان، من حيث تعبئة الموارد المائية، خاصة وأن التقليدية منها هي الأكثر استعمالا كالسدود في الشمال والآبار في الجنوب، ما يستدعي إعادة النظر في استخدام واستهلاك هذا المورد الثمين. أوضحت المتحدثة، أن الديوان له تجربة في هذا المجال من خلال المساحات المسقية الكبرى، حيث يدير في منطقة الغرب الجزائري محيطي سقي حناية الذي يتربع على مساحة 912 هكتار بتلمسان، ومحيط المليطة الذي يتعدى مساحة 6286 هكتار، وهما يشكلان تجربة ميدانية وقيمة مضافة تترجم إمكانية تطوير القطاع الفلاحي الطالب للمياه بامتياز، مشيرة إلى أن المعطيات المستجدة التي فرضتها التغيرات المناخية وتواجد الجزائر في منطقة جافة أديا إلى استخدام التقنيات وطرق غير تقليدية في السقي والري الفلاحي. ونوّهت مسؤولة الاتصال على مستوى» لونيد»، بالعمل على توسيع المحيطات المسقية الكبرى، رغم المرحلة الخاصة التي تمر بها البلاد، في ظل مغياثية ضئيلة، التي بسببها لم يتم تنظيم حملات سقي في بعض المحيطات، نظرا لنقص المياه، على غرار منطقة متيجة والغرب واستغلالها في تزويد السكان بماء الشرب. في هذا السياق، تحدّثت أمقران عن مشروع طموح ل «لونيد» بالمستقبل والتي تندرج ضمن استراتيجية الدولة والقطاع الرامية إلى تعبئة مصادر غير تقليدية للمياه، على غرار المياه المستعملة المعالجة، حيث تم إطلاق دراسات للري الفلاحي لاستغلال محيطات أخرى بمساحة تتعدى 5100 هكتار، تتوزع على كل من المسيلة 2100 هكتار: 800 هكتار بمركز المسيلة، 500 هكتار بسيدي عيسى و800 هكتار أخرى ببوسعادة وسيتم استغلالها مستقبلا بعد الانتهاء من الدراسات وانطلاق الأشغال، ما سيفتح المجال أمام الديوان لتعميم استخدام المياه المستعملة المصفاة. وتشمل أيضا هذه الدراسات، منطقة متيجة والتي تأثرت بفعل نقص الأمطار، حيث سيتم أيضا الاستفادة من تعميم المياه المستعملة المصفاة بمحيط بوفاريك على مساحة 3 آلاف هكتار. وستضاف هذه المسحات المسقية، إلى المحيطات التي يسيرها الديوان والمقدرة ب41 محيط سقي بعد ضم المحيطات المسقية التابعة للولايات إليه، كمنطقة القصب بالمسيلة، لعريب بالبويرة، العبادلة ببشار، مغنية بتلمسان، وبالتالي توسعت رقعة عمل الديوان إلى 273 ألف هكتار موزعة على 41 محيطا موزعة عبر التراب الوطني. وبخصوص نظام السقي بالتقطير، أشارت المتحدثة إلى وجود عمل حثيث لتحسيس الفلاحين بضرورة عقلنة استخدامهم للمياه واستعمال التقطير الذي يسمح بالاقتصاد في هذا المورد الثمين بنسبة 30%، خاصة في هذا الظرف الذي تعرفه الجزائر. ولقد تم القيام بعمليات تحسيسية خلال السداسي الأول من السنة الجارية لفائدة الفلاحين وكذا التلاميذ والطلبة من أجل الاستخدام العقلاني. في المقابل كشفت أمقران عن اعتماد السقي الذكي، من خلال أجهزة التقاط لكل المؤشرات المناخية من نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة والهواء ما يسمح بإعطاء النبتة جرعات الماء بالكمية المطلوبة وفي الوقت المناسب حسب حاجتها، وسيتم تطبيقها مبدئيا بمتيجة - وسط مع بعض الفلاحين قبل تعميمها، وسيتولى «لونيد» المرافقة التقنية لمعاينة التطورات ومراقبة المحاصيل التي ستستفيد من هذا السقي الذكي.