أعلنت عدة نقابات و أحزاب مغربية مشاركتها في إحتجاجات الثلاثاء القادم المخلدة لإنتفاضة 20 يونيو 1981، التي دعت إليها الجبهة الإجتماعية المغربية، تنديدا بالغلاء الفاحش و بكل مظاهر الفساد والإستبداد المستشري في البلاد. و في هذا الاطار, أعلنت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمغرب (نقابة) مشاركتها في هذه المحطة النضالية, و حثت جميع الاتحادات الكونفدرالية المحلية والإقليمية والنقابات المغربية على المشاركة بقوة في الوقفات الاحتجاجية, كما دعت الى وضع برنامج نضالي خلال الأسبوع الذي يصادف انتفاضة 20 يونيو 1981 بالدار البيضاء. و في مذكرة وجهتها بالمناسبة الى جميع التنظيمات المنضوية تحت لوائها, اكدت النقابة المغربية أن الإضراب العام ليوم 20 يونيو1981, "شكل محطة نضالية عمالية وشعبية بارزة في التاريخ الكفاحي للمنظمة, احتجاجا على ارتفاع الأسعار وفي مواجهة مظاهر الاستبداد والاستغلال". و شددت في السياق على "وجوب استحضار الحدث ودواعيه دوما, لاستلهام التضحيات الجسام للمناضلين وصمود و إرادة الطبقة العاملة المغربية في مواصلة النضال الاجتماعي والديمقراطي", ومن أجل أيضا -تضيف- "ربط الحاضر بالماضي للدفع بعملية الإصلاح الحقيقي الضامن للحقوق والحريات والعيش الكريم". و توقفت المذكرة التنظيمية للكونفدرالية المغربية, عند نجاح المسيرة الاحتجاجية الوطنية ليوم 4 يونيو الفارط, و اعتبرتها "رد فعل نضالي جماعي على الأزمة الاجتماعية الخانقة في المملكة", منددة في الوقت ذاته ب"تملص الحكومة من تنفيذ الاتفاقيات الاجتماعية والامعان في ضرب القدرة الشرائية والمس بالمكتسبات الاجتماعية, والتضييق على الحق في الاحتجاج والتظاهر السلمي". من جهته, دعا حزب النهج الديمقراطي العمالي المغربي الى الاحتجاج في ذكرى 20 يونيو, تنديدا بسياسات المخزن التي أضرت كثيرا بالمملكة المغربية, في ظل تدهور القدرة الشرائية وتصاعد القمع والتضييق على الحريات. و جاء في بيان الحزب : "اعتبارا لما يعرفه الوضع الاجتماعي من تأزم بسبب الارتفاع المستمر لأثمان المواد الغذائية وتدهور القدرة الشرائية لمختلف فئات الجماهير الشعبية وعلى رأسها الطبقة العاملة وعموم الكادحين, فإننا (...) نعلن مواصلة النضال حتى الانتصار على الفساد والاستبداد وتحقيق التحرر الوطني والديمقراطية". و دعا الحزب المغربي, جميع فروعه وقطاعاته النسائية والشبابية وأنصاره والقوى المناضلة والصديقة إلى الانخراط في كافة معارك الجبهة الاجتماعية المغربية وفي اليوم الوطني الاحتجاجي الثلاثاء القادم, ضد الغلاء والقمع والاعتقال السياسي والقهر الاجتماعي, ومن أجل كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشعب المغربي. و تضم الجبهة الاجتماعية المغربية عشرات النقابات والجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية التي تناضل ضد فساد و استبداد المخزن, الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء, خاصة بعد التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل, الذي يهدد أمن و استقرار المنطقة برمتها. جدير بالذكر أن انتفاضة 20 يونيو 1981 بمدينة الدار البيضاء المغربية, والتي تعرف "بثورة الخبز", شكلت احدى أبرز محطات الغضب الشعبي في تاريخ المغرب المعاصر, حيث أدت إلى اشتباكات خطيرة انتهت بزج عشرات المحتجين في السجون ودفن عشرات القتلى في مقبرة جماعية, و تم الكشف عن 77 جثة في ديسمبر 2005.