تتوالى ردود الفعل الغاضبة والادانات الشديدة ازاء إقدام متطرفين سويديين على إحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد بستوكهولم في أول أيام عيد الأضحى, محملة الحكومة السويدية مسؤولية تبعات هذه الجريمة بعد أن سمحت لهؤلاء بالتجمع وتنفيذ هذا الفعل المشين والاستفزازي لجموع المسلمين عبر العالم. و أدانت الجزائر ب"أشد العبارات" إقدام متطرفين على إحراق نسخة من القرآن الكريم أمام المسجد الكبير بستوكهولم بعد الترخيص لهم من قبل السلطات السويدية بتنظيم مظاهرة لارتكاب "هذا الفعل الشنيع وغير المسؤول", و اكدت رفضها التام لهذا الحادث "الاستفزازي" الذي ارتكب في اليوم الأول من عيد الاضحى المبارك. كما شددت على أن "هذه الممارسات المشينة والمتكررة من شأنها إثارة الكراهية و استفزاز المشاعر الدينية للمسلمين والإساءة البالغة لقيم الحرية التي ترتكز عليها المجتمعات بما تحمله من معاني للإنسانية". ودعا الأزهر الشريف في رده على الحادثة, كافة الشعوب الإسلامية والعربية و أصحاب الضمير الحي, بتجديد مقاطعة المنتجات السويدية نصرة لكتاب الله المقدس, "وذلك بعد تكرار الانتهاكات غير المقبولة تجاهه والاستفزازات الدائمة لجموع المسلمين حول العالم". و أكد الازهر على أن سماح السلطات السويدية "للإرهابيين المتطرفين بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين, لهو دعوة صريحة للعداء والعنف وإشعال الفتن". كما أدانت جامعة الدول العربية بأشد العبارات, سماح السلطات السويدية بإحراق نسخة من القرآن الكريم على يد متطرفين في أول أيام عيد الأضحى المبارك, وحملت حكومة السويد المسؤولية عن نتائج وتبعات هذه الواقعة النكراء. وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية, أحمد أبو الغيط, ب"تساهل السلطات السويدية مع هذا الفعل الشنيع, برغم إدراك الجميع لما يسببه من تصاعد موجات الكراهية بين الشعوب و أتباع الديانات المختلفة". البرلمان العربي من ناحيته أعرب عن رفضه التام لهذه الحادثة البشعة التي تعد "عملا تحريضيا من شأنه تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم و استفزازهم", منددا بما دأبت عليه السلطات السويدية من عمل بغيض ينتهك كل القيم ويحض على الكراهية. وفي ادانته للحادثة, دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي, جاسم محمد البديوي, السلطات السويدية إلى "التحرك الفوري" من أجل منع هذه التصرفات "التي تدل على الحقد والكراهية والتطرف", محمل إياها "مسؤولية كافة ردود الفعل الناتجة عن هذه الأفعال الشنيعة المنافية لمبادئ التسامح وحرية الأديان". الرئيس بوتين: عدم احترام القرآن جريمة في روسيا كما أدان الرئيس الروسي, فلاديمير بوتين, حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم بستوكهولم, وقال خلال زيارته لمسجد "الجمعة" في مدينة دربند, أن "روسيا تكن احتراما شديدا للقرآن ولمشاعر المسلمين الدينية, وعدم احترام هذا الكتاب المقدس في روسيا جريمة". ونقلت وكالة سبوتنيك عن الرئيس بوتين قوله: "بموجب الدستور والمادة 282 من القانون الجنائي لروسيا يعد -حرق القرآن- جريمة, كما أن عدم الاحترام والتحريض على الكراهية بين الأديان, جريمة, وسنلتزم دائما بهذه القواعد التشريعية". و أظهرت لقطات للرئيس الروسي وهو يحتضن المصحف الشريف بعدما أهداه له إمام المسجد. وفي أنقرة, استدعت الخارجية التركية, السفير السويدي لدى تركيا للتعبير عن إدانتها الشديدة و احتجاجها على حرق القرآن الكريم. و اعتبر وزير الخارجية التركي, هاكان فيدان, حرق القرآن الكريم بستوكهولم في أول أيام عيد الأضحى, "خطوة حقيرة ودنيئة". وكتب على حسابه في "تويتر": "ألعن الفعل الحقير الذي ارتكب في حق القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى", مضيفا أنه "من غير المقبول السماح بهذه الأعمال المعادية للإسلام بذريعة حرية التعبير". و شددت وزارة الخارجية الفلسطينية, في بيان لها, على أن الاعتداء على القرآن الكريم "تعبير عن الكراهية والعنصرية و اعتداء صارخ على قيم التسامح وقبول الآخر والديمقراطية والتعايش السلمي بين أتباع الديانات كافة". بدورها, أكدت الخارجية الموريتانية, في بيان لها, أن "تكرار هذا التصرف الشنيع يعكس إرادة سيئة مبيتة من قبل المخططين له والمنفذين ضد الإسلام وأقدس مقدساته", مطالبة المجتمع الدولي ب"العمل الجاد المتضامن ضد تكرار هذه الأعمال المشينة ومحاسبة مرتكبيها". من جهتها, جددت دولة قطر "رفضها التام لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين, والزج بالمقدسات في الخلافات السياسية", لافتة إلى أن "حملات الكراهية ضد الإسلام وخطاب الإسلاموفوبيا شهدت تصعيدا خطيرا باستمرار الدعوات الممنهجة لتكرار استهداف المسلمين في العالم". كما ادانت الكثير من الدول ومنها مصر والسعودية واليمن والأردن حرق نسخة من القرآن الكريم وكذا قرار السلطات السويدية سماحها بذلك. و أجمعت ردود الفعل على ضرورة التصدي لهذه الأفعال وعدم السماح بها, وتضافر الجهود لنشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر, وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشترك, و إثراء قيم الوئام والتسامح, ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية, باعتبارها مسؤولية جماعية يجب على الجميع الالتزام بها.