نددت جبهة البوليساريو, في رسالة وجهتها إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي, اليوم الاثنين, بجريمة محاولة الاغتيال البشعة التي ارتكبتها دولة الاحتلال المغربي ضد الناشط الصحراوي في مجال حقوق الإنسان والصحفي رشيد أحمد محمود سلاما, المعروف باسم رشيد الصغير, في مدينة الداخلة المحتلة. وشجب ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو), سيدي محمد عمار, في الرسالة التي بعث بها الى السفيرة باربرا وودوارد, الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأممالمتحدة, رئيسة مجلس الأمن, "اللامبالاة" و"الصمت غير المبرر" اللذين تبديهما الأممالمتحدة والمجتمع الدولي فيما يتعلق بالوضع الانساني والحقوقي في الاراضي المحتلة. وقال في السياق ان جبهة البوليساريو قد ذكرت مرارا و تكرارا على أن دولة الاحتلال المغربي ما كانت لتستمر في قمع وترهيب المدنيين الصحراويين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة وانتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي, مع الإفلات التام من العقاب, لولا هذه اللامبالاة والصمت غير المبرر للأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وأكد الدبلوماسي الصحراوي أن الهجوم الهمجي والانتقامي الذي نفذه المستوطنون والبلطجية المغاربة المأجورون ضد رشيد الصغير, وبتدبير من قبل أجهزة المخابرات المغربية, ما هو الا "استمرار لنفس النمط الممنهج للجرائم البشعة التي تقترفها الأجهزة الأمنية لدولة الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة". وأمام هذا الواقع, يقول السيد سيدي عمار, "تدعو الجبهة من جديد الأممالمتحدة على وجه الاستعجال إلى تفعيل مسؤوليتها الدولية والقانونية والأخلاقية تجاه شعب الصحراء الغربية, ولا سيما المدنيين الصحراويين الذين يعيشون في المناطق الواقعة تحت الاحتلال المغربي غير الشرعي, واتخاذ التدابير اللازمة لضمان حماية سلامتهم الجسدية والمعنوية". وشددت جبهة البوليساريو, في الرسالة التي طالبت بتعميمها على اعضاء مجلس الامن الدولي, على ضرورة إنشاء آلية مستقلة ودائمة للأمم المتحدة لحماية الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب الصحراوي, بما في ذلك حقه في السيادة الدائمة على موارده الطبيعية, وتقديم تقارير منتظمة وميدانية عن الوضع في الإقليم إلى هيئات الأممالمتحدة ذات الصلة. كما حذرت جبهة البوليساريو من "استمرار دولة الاحتلال المغربي في جرائمها البشعة وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان ضد المدنيين الصحراويين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان والذي من شأنه أن يزيد من إضعاف الثقة في عملية السلام التي تقودها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية وفي مصداقية الأممالمتحدة نفسها, ويقوض بشكل خطير فرص إعادة إطلاق العملية المتوقفة ويعيق جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية". وعليه, أكدت جبهة البوليساريو من جديد أنه "لن يكون من الممكن أبدا قيام أي عملية سلام جادة وذات مصداقية ما دامت دولة الاحتلال المغربي مستمرة في حربها الترهيبية والانتقامية في الصحراء الغربية المحتلة, فضلا عن محاولاتها فرض الأمر الواقع بالقوة في الإقليم على مرأى ومسمع من الأممالمتحدة وبعثتها في الميدان". للإشارة كانت وزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات الصحراوية قد اصدرت امس بيانا ابرزت فيه أن رشيد الصغير تعرض لمحاولة اغتيال من قبل ثلاثة مستوطنين مغاربة مسلحين بأسلحة بيضاء بالقرب من منزله في مدينة الداخلة المحتلة. وقد أصيب بجروح بالغة في وجهه ويده وتعين نقله على وجه السرعة إلى المستشفى في مدينة العيون المحتلة. رشيد الصغير ناشط في مجال حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة, وقد شارك في العديد من الاحتجاجات والمظاهرات السلمية للمطالبة بتقرير المصير والاستقلال للشعب الصحراوي. وفي سياق متصل, أفاد رشيد الصغير, في تسجيل له, بأن هذه الجريمة الخسيسة الماكرة لا تخرج عن المحاولات المتكررة لوضع حد لنشاطه الحقوقي والإعلامي لفضح كبار المسؤولين المغاربة, إضافة الى متابعته للاحتجاجات التي عرفتها منطقة بئر كندوز وتدويناته الجريئة عن انتهاكات حقوق الإنسان بالمنطقة. وبعد أن سرد تفاصيل محاولة اغتياله على يد ثلاثة مستوطنين مدججين بالأسلحة البيضاء, قال أن العالم بأكمله من منظمات دولية ومجتمع دولي يشهد ويؤكد على أن وجود المغرب في الأراضي الصحراوية غير شرعي أوجدته الانظمة الامبريالية لنهب وسرقة الثروات الطبيعية للصحراء الغربية. وأكد أن الاحتلال المغربي اشرف على توطين أشخاص لا يفقهون شيئا وإنشاء خلايا داخل المدن المحتلة كوسائل بشرية لترهيب والتضييق على السكان الأصليين من جهة ومن أجل تدمير المجتمع الصحراوي لا سيما فئة الشباب منهم من خلال نشر المخدرات وقطع الطريق أمامهم لمنعهم من مواصلة التعليم والدراسة وتوريطهم في مختلف الآفات.