يتواصل برواق الفن "عائشة حداد" بالجزائر العاصمة المعرض التشكيلي للثنائي الفني لكمال بلطرش والفنانة ذات الأصول الروسية ماريا إلتسوفا، حيث يبحران عبر ثمانين (80) لوحة فنية في عوالم وأجواء المرأة والتراث العمراني و اللامادي الجزائري، بكل ما تكتنزه من رموز و دلالات تشع بالألوان والجمال و الأصالة. ويقدم الفنان التشكيلي كمال بلطرش في زوايا المعرض المنظم من طرف مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر أكثر من 30 لوحة زيتية وبتقنية الألوان المائية تنوعت بين عناصر الفن التشخيصي والانطباعي والتجريدي يبرز من خلالها جمال المرأة الجزائرية وتنوع الأزياء والحلي التقليدية وأجواء الأعراس ومختلف المناسبات الاجتماعية والدينية عبر كل مناطق الوطن، إذ يمنح لوحاته الحياة من خلال اختيارات لونية متدفقة كالشلال تنبعث منها البهجة والفرح. كما يمنح الفنان زوار المعرض فسحة للتأمل، والغوص في اغوار النفس البشرية من خلال سلسلة من الأعمال الموشحة بالتجريدية التي تعكس القلق والتوتر والحلم أيضا. وأشار الفنان، وهو مختص في السينوغرافيا وعمل لسنوات طويلة بالتلفزيون الجزائري، إلى أن لوحات المعروض مستمدة من التراث الجزائري حيث يعمل على رسم تفاصيل العمران و البنايات القديمة التاريخية للقصبة و غيرها من المواقع التاريخية والاثرية كما يوثق للباس التقليدي الجزائري كالحايك والبرنوس وغيره. ودرس الفنان كمال بلطرش الفن التشكيلي بأكاديمية الفنون التشكيلية سوريكوف بالعاصمة الروسية موسكو وقد شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية بالجزائر وأيضا بروسيا وتركيا وبريطانيا ونال عديد الجوائز. بدورها، تقدم الفنانة ماريا إلتسوفا ما يناهز الخمسين لوحة فنية بمختلف الأحجام والتأطير بدون عناوين ايضا وتشكل فسيفساء بمختلف التيارات الفنية، محورها الأساسي المرأة الجزائرية بكل ما تحمله من قيم وجمال وتراث كما تخصص جانب من أعمالها للطبيعة الزاخرة والمدن الجزائرية على غرار قصبة الجزائر بإحيائها وسطوحها ومساجدها و الواجهة البحرية للجزائر و غرداية و بجاية و الجنوب الجزائري كما تؤثث لوحاتها بأجواء الحفلات و مختلف الألبسة التقليدية كالحايك، والكراكو والجبة القبائلية وهذا في إطار فني ورمزي بديع يعج بالألوان الزاهية المضيئة. ولعل أكثر ما يجذب في لوحات الفنانة إلتسوفا المعروضة بأناقة مجموعة أعمال فنية تشمل بورتريهات للمرأة التارقية وللرجل التارقي، حيث سلطت الضوء من خلالها على جماليات اللباس والعادات والتقاليد والثقافة التارقية الأصيلة وكذا الطبيعة الساحرة، حيث ترصد حركات أنامل المرأة وهي في أبهى حلة تعزف الألحان على آلة الإمزاد والتيندي. للتذكير درست الفنانة إلتسوفا الفنون التشكيلية ب "أكاديمية سوريكوف" بموسكو، رفقة زوجها الفنان كمال بلطرش، وقد قدمت أعمالها في عدة معارض بالجزائر وخارجها وحازت جوائز عديدة . للإشارة، يستمر المعرض الفني إلى غاية 12 سبتمبر الجاري، وهو فرصة لعشاق الفن التشكيلي لاكتشاف تجربة فنية ثنائية نادرة والتعرف على هذه الإبداعات.