كشفت منصات التواصل الاجتماعي جرائم الاحتلال الصهيوني على غزة والضفة الغربية المحتلة منذ بدء العدوان يوم 7 أكتوبر, وذلك من خلال تداول المعلومات والصور والفيديوهات و اطلاق الهاشتاغات التي تنقل وقائع هذه المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين. و أصبحت المنصات الإلكترونية وسيلة لتوثيق حجم الدمار و أعداد الشهداء الذي ارتفع الى 2866, مع تسجيل أكثر من 12000 جريح في قطاع غزة والضفة الغربية لليوم الحادي عشر على التوالي, في ضوء صعوبة استمرار عمل الصحافيين مع الانقطاع شبه التام للكهرباء والوشيك في شبكة الإنترنت. وفي المقابل, تصاعدت حملة إغلاق الحسابات المناهضة للاحتلال الصهيوني خلال الأيام القليلة الماضية, لاسيما على المنصات المملوكة لشركة "ميتا" التي تسيطر على "فيسبوك" و "إنستغرام" و "واتساب", وكذا منصة "إكس" ("تويتر" سابقا). ويأتي ذلك بعد تحذير الاتحاد الأوروبي لشركات التكنولوجيا المالكة للمنصات الاجتماعية من وقوعها تحت وطأة العقوبات حال عدم حذف أي محتوى مؤيد للقضية الفلسطينية. وقد كتبت الدكتورة صفية نوبل من جامعة كاليفورنيا الأمريكية في كتابها بعنوان "خوارزميات الاضطهاد" الذي تم إصداره عام 2018 أن هناك ما يعرف باسم "الانحياز الرقمي في الخوارزميات", حيث أكدت وجود "اضطهاد ممنهج" في التكنولوجيا الرقمية. وقالت أن ما يحدث على خلفية الصراع الفلسطيني-الصهيوني "ليس معزولا عن هذه المنظومة التكنولوجية غير العادلة, فعلى سبيل المثال, تستخدم أكثر الأدوات التكنولوجية تطورا لرقابة الفلسطينيين ومحو منشوراتهم ومراقبتهم وملاحقتهم وتهديدهم". وفي هذا الاطار, وجه مستخدمو "فيسبوك" انتقادات لحذف منشورات تتناول التصعيد الراهن, بعدما جرى تقييد استخدام حسابات وغلق أخرى لعدة ساعات أو أيام, على وقع تناولها ونشرها أخبارا وصورا للأحداث التي تخص المقاومة الفلسطينية منذ إطلاق عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر. كما نشطت دعوات لوضع علامة "التقييم السلبي" لتطبيق "فيسبوك" بعد الاتهامات الموجهة له بالتضييق على المحتوى الفلسطيني وحظر منشورات دون أن تحمل مخالفات صريحة لمعايير النشر. و أغلقت "فيسبوك" صفحات العشرات من الصحفيين والنشطاء والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة دون سابق إنذار في إطار محاربة الموقع للمحتوى الفلسطيني المناهض للجرائم الصهيونية. و أعلنت شبكة "قدس" الإخبارية على سبيل المثال عن إغلاق صفحتها على منصة "فيسبوك" بسبب "سلسلة بلاغات غير مبررة في إطار حملة لحجب وتقييد المحتوى الفلسطيني, على الرغم من الالتزام التام بالمعايير الإعلامية التي حددتها شركة ميتا". و استنكرت الشبكة انحياز شركة "ميتا" الكامل للاحتلال و "استمرارها في استهداف المحتوى الفلسطيني وتقييد وصوله, حيث قامت الشركة بحذف صفحة الشبكة على فيسبوك والتي تعتبر أكبر صفحة إخبارية فلسطينية وتضم 10 ملايين متابع وتنشر باللغتين العربية والانجليزية منذ ما يزيد عن 10 أعوام". و أكدت الشبكة أن حذف صفحتها يمثل "انحيازا تاما" من قبل شركة "ميتا" لطلبات للاحتلال, و"قمعا لحرية الرأي والتعبير" و "استهدافا للحق الفلسطيني في نقل أخباره وتغطيته للأحداث". كما حجبت منصة "إكس" أيضا عددا من الحسابات المناصرة للقضية الفلسطينية.