أكد حقوقيون صحراويون, يوم الاثنين, ان وتيرة القمع في الجزء المحتل من الصحراء الغربية, قد تصاعدت بشكل خطير في الآونة الأخيرة, مناشدين المنظمات الدولية للتدخل العاجل من اجل حماية المدنيين الصحراويين من بطش قوات الاحتلال المغربي. و في السياق, أكد عضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي (ايساكوم), حسنة الدويهي, في تصريحات اعلامية انه منذ 7 اكتوبر, تاريخ تنفيذ عملية "طوفان الاقصى" من قبل المقاومة الفلسطينية, وقوات الاحتلال المغربي في حالة "هستيريا" و "استنفار", حيث تفرض مراقبة مشددة على مدار 24 ساعة على جميع النشطاء الحقوقيين ومنازلهم. كما انها تقوم, يضيف, ب "قمع اي تجمع او نشاط لخدمة القضية الصحراوية". و نشرت "إيساكوم" على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك", صورا لدوريات مكثفة لسيارات قوات الاحتلال المغربي في الحي الذي تقطن فيه الناشطة الحقوقية الصحراوية فاطمة محمد الحافظ الحافظي, التي يخضع منزلها لمراقبة مشددة من طرف شرطة الاحتلال منذ عدة ايام. و ابرز حسنة الدويهي أن "ما يقع في فلسطينالمحتلة له تأثير مباشر على ما يقع في الصحراء الغربية المحتلة, وهو ما يفسر تنامي القمع المغربي بحق الصحراويين, خوفا من ردة فعل الشارع و انتفاضة شعبية صحراوية". كما اشار الحقوقي ذاته الى ان صمت العالم على ما يحصل من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في فلسطينالمحتلة, اعطى الضوء الاخضر للاحتلال المغربي للرفع من وتيرة اجرامه بحق الصحراويين, عن طريق استعمال القوة المفرطة والاختطاف والتعذيب, خاصة في غياب آلية اممية لحماية الصحراويين. و نبه في سياق ذي صلة الى معاناة المعتقلين الصحراويين في سجون المخزن, حيث يعيشون "الترهيب والحرمان من ابسط حقوقهم وعلى رأسها الحق في العلاج", كل هذا, يضيف, "في غياب آلية لحماية الصحراويين من بطش و اضطهاد الاحتلال المغربي الذي يفعل ما يشاء دون حساب او عقاب", مطالبا المنتظم الدولي بتحمل مسؤولياته وحماية الشعب الصحراوي. من جهته, اكد الحقوقي والاعلامي الصحراوي, الطالب علي سالم, في تصريحات صحفية, أن الوضع في الجزء المحتل من الصحراء الغربية "حساس جدا", والمخزن يعيش في "رعب حقيقي" بعد عملية "طوفان الاقصى" خوفا من انتفاضة شعبية, خاصة و ان المدن المحتلة قد شهدت عدة انتفاضات شعبية في سنوات سابقة, مشيرا الى أن ما يتوفر عليه من معلومات "يؤكد أن نظام الاحتلال متخوف جدا من ردة فعل الصحراويين, لذا فقد عمد الى نشر عناصر استخباراته في كل مكان". و شدد في السياق على أن "ما حدث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة هو رسالة واضحة لكل شعوب العالم أنه مهما كانت قوة الاحتلال فإن قوة الحق اكبر, وبالتالي منحت عملية +طوفان الاقصى+ طاقة ايجابية من اجل مواصلة الكفاح الى غاية تحقيق الاستقلال". بدوره, ناشد القيادي في تجمع المدافعين عن حقوق الانسان في الصحراء الغربية (كوديسا), علي سالم التامك, في تصريحات صحفية, الاممالمتحدة والصليب الأحمر الدولي وجميع المنظمات الحقوقية الدولية, التدخل العاجل من أجل حماية المدنيين الصحراويين في المدن المحتلة. و ادان الحقوقي الصحراوي, مصادرة سلطات الاحتلال لحق منظمة "كوديسا" في عقد مؤتمرها الاول أول أمس السبت. كما ادان القمع الذي استهدف المدعوين للمشاركة في المؤتمر من حقوقيين و اعلاميين ومناضلين, حيث تم الاعتداء عليهم جسديا ولفظيا, و الهجوم على منزله وترهيب الاطفال والنساء وترويع سكان الحي الذي يقيم فيه. هذا ولليوم الثالث على التوالي, تواصل دوريات تابعة لقوات الاحتلال المغربي حصارها ل"حي المستقبل" بمدينة العيون المحتلة, اين يتواجد منزل المدافع عن حقوق الانسان علي سالم التامك, حيث تتمركز بجميع المنافذ المحيطة به.