أبرز ناشرون و خبراء في مجال النشر الرقمي، اليوم الإثنين بالجزائر العاصمة، في ندوة في إطار البرنامج الأدبي للطبعة ال26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، أن الكتاب الرقمي والكتاب الصوتي يعرفان "إقبالا ورواجا واسعا لدى القارئ العربي في الآونة الأخيرة". وفي هذا الإطار، أشار مدير موقع نيل وفرات اللبناني، صلاح شبارو، إلى أنه "رغم حضور الكتاب الورقي الذي يحافظ على مكانته في سوق النشر العالمي وليس العربي فقط، فإن الكتاب الرقمي والصوتي يعرف في الآونة الأخيرة إقبالا ورواجا واسعا لدى القارئ العربي في مواكبة لأحدث التقنيات والتكنولوجيات الذكية المختصة في المحتوى الرقمي والسمعي لحركة النشر المتسارعة رقميا". وأوضح ذات المصدر، أن أسباب رواج الكتاب الرقمي راجع إلى "انخفاض سعر تكلفته وسهولة توزيعه إعتمادا على وسائط رقمية حديثة (من خلال التحميل والإستنساخ) مقارنة مع الكتاب الورقي حيث يعاني الناشر من ارتفاع تكاليف شحن وتوزيع الكتاب الورقي وصعوبة وصوله بسرعة عبر مختلف مناطق الوطن العربي الشاسعة ما يشجع القارئ على الإقبال على الكتاب الرقمي". وأضاف السيد شبارو فيما يخص مزايا الكتاب الرقمي والصوتي أنهما يتيحان عبر الهاتف الذكي واللوحات الرقمية وغيرها من الوسائط التقنية الحديثة "القراءة السريعة ونسخ وتخزين آلاف الكتب في مساحات لامتناهية تسهل الوصول لآلاف الكتب والدوريات في شتى التخصصات وسماعها ما يساهم في إطلاع القارئ على أحدث الإنتاجات والمؤلفات في تخصصات وبمختلف اللغات، إلى جانب المساهمة في تطوير مهارات القارئ وتفاعله مع الأحداث المتسارعة". وذكر أيضا من جهة ثانية بأن هناك "استخدام كبير للكتاب الصوتي نظرا لسماته وسهولته إستخدامه بالموازاة مع نشاطات أخرى في نفس الوقت وفي أي مكان". وذكر صلاح شبارو أن "ظاهرة قرصنة الكتب سواء الكتب الورقية أو الرقمية منتشرة في العالم العربي ولهذا يتخوف الناشر العربي من دخول غمار تجربة النشر الإلكتروني خوفا من ضياع حقوقه حيث يقوم بتوقيع عقود مع المؤلفين ودور النشر لحماية حقوقهم وملكيتهم الفكرية"، مبرزا أنه يقوم "من خلال مكتبته الإفتراضية بتوفير 20 ألف كتاب الإلكتروني في إنتظار توسيع مشروعه ليشمل الجزائر قريبا". من جهته، استعرض مدير البحوث والدراسات بمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية (المملكة العربية السعودية)، علي الأكلبي، مراحل تطور التجربة السعودية في مجال النشر من الكتاب الورقي إلى الكتاب الرقمي وصولا للكتاب الصوتي وذلك مواكبة للثورة الرقمية حيث تم الإنتقال من البيئة التقليدية للنشر من الكتاب الورقي إلى البيئة الرقمية، مشيرا إلى أهم مميزات ومزايا الكتاب الرقمي والصوتي كشكل من أشكال المحتوى المعاصر أدى إلى بروز عديد من دور النشر المتخصصة"، مشيرا إلى "أهمية الكتاب الرقمي والصوتي في التعلم وتحفيز المهارات يمكن قراءة محتوياته على الهاتف و مختلف الوسائط وهو تفاعلي". وبدوره، قدم باديس قويدر من الجزائر، مشروع أول مكتبة رقمية في الجزائر عبر المتعامل الوطني للهاتف النقال إعتمادا على تقنية التدفق عبر الإشتراك وبسعر تنافسي يتيح للزبون عبر مختلف وسائط الإتصال الذكية تحميل ونسخ آلاف الكتب بما فيها الكتب الصوتية المسموعة بمختلف اللغات والتخصصات، مضيفا أن "هذه التقنية تحمي حقوق المؤلفين والناشرين من القرصنة". وتستمر فعاليات صالون الجزائر الدولي ال26 للكتاب إلى غاية 4 نوفمبر المقبل.