نشّط أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة كتاب وأكاديميون أفارقة لقاءً خُصص لتكريم نيلسون مانديلا، الزعيم الجنوب إفريقي الراحل الذي كرس حياته للنضال ضد نظام الفصل العنصري "الأبارتايد". و خلال هذا اللقاء الذي نظم بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة مانديلا (1918-2013)، استعرض مثقفون وأكاديميون من جنسيات إفريقية مختلفة المسار الاستثنائي لهذا "المناضل الكبير" الملتزم بالعدالة والحرية والمصالحة. و أكد البروفيسور السنغالي في الفلسفة، الحاج سونغدي ديوف، أن نيلسون مانديلا "قائدٌ جسّد من خلال نضاله في سبيل قضايا الشعوب العادلة في إفريقيا، قيما إنسانية عالمية، لا سيما المصالحة والتعايش". و ذكر البروفيسور ديوف بالتزام مانديلا تجاه حقوق "المستضعفين" ونضال الشعوب الإفريقية من أجل الحرية، مشيرا إلى أن "ماديبا"، (اللقب الذي أطلق على مانديلا)، اختار الجزائر كوجهة أولى له بعد إطلاق سراحه بعد 27 عاما من السجن. و أوضح البروفيسور ديوف أن "الجزائر كانت نقطة تقاطع جميع النضالات التحررية في إفريقيا"، معتبرا أن الثورة التحريرية ألهمت مانديلا". من جانبه، اعتبر الأستاذ الجامعي الجزائري، بن عودة البدعي أن نضال الجزائريين من أجل الاستقلال كان مصدر إلهام كبير لنيلسون مانديلا، الذي اختار الجزائر كوجهة أولى في أول زيارة دولية له كرئيس لجنوب إفريقيا. و بعد استعراض رؤاه ومساره النضالي في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ونضالاته ضد العنف في بلاده، أشار المتخصص في الأدب الإفريقي الاستعماري وما بعد الاستعمار إلى أن مانديلا كان لديه "شعور حاد" باحترام الآخر. من جانبها، أوضحت عالمة الأنثروبولوجيا المكسيكية، فيرونيكا غونزاليز لابورت، أن نضال نيلسون مانديلا من أجل المصالحة بين الأعراق (السود والبيض) والديمقراطية جعل منه شخصية عالمية في مكافحة العنصرية والزعيم الأكثر شعبية في القرن العشرين. أما الروائي والناشر الكاميروني، فيكتور بواديجو، فتطرق إلى المسار "النضالي" لنيلسون مانديلا، الذي التزم منذ صغره بالدفاع عن حقوق المضطهدين. و لدى تدخله خلال هذا اللقاء، أشاد الملحق الثقافي بسفارة جنوب إفريقيا بالجزائر، ليغودي كوبورو برنارد، بنضال الزعيم المناهض للفصل العنصري، مؤكدا أن مانديلا كان "مُلهما" للمناضلين في جميع أنحاء العالم من أجل التحرر من سيطرة الاستعمار والاضطهاد. كما أشار إلى أن الجزائر هي أحد البلدان التي دعمت نيلسون مانديلا في نضاله ضد نظام الفصل العنصري "الأبارتايد" في جنوب إفريقيا. و يواصل صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته ال26 فتح أبوابه أمام الجمهور يوميا إلى غاية 4 نوفمبر المقبل.