18 جويلية.. اليوم العالمي ل ماديبا نيلسون مانديلا والجزائر.. علاقة وثيقة ومميزة كانت لنيلسون مانديلا علاقة وثيقة ومميزة مع الجزائر وطنه الثاني باعتبار أن رئيس جنوب إفريقيا السابق تأثر بشكل كبير بتاريخ المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي واستلهم منها في مقاومته لنظام التمييز العنصري (الأبرتايد) الذي كان سائدا في بلده. ما فتئ نيلسون مانديلا الشخصية البارزة في الكفاح ضد نظام الأبارتايد واول رئيس من اصل إفريقي لجنوب إفريقيا يؤكد أن الثورة الجزائرية صنعت مني رجلا تعبيرا عن الامتنان الأبدي تجاه البلد الذي استقبله خلال الفترة الممتدة بين 1961 و1962 وبالتالي فان العلاقة التي كانت تربط مانديلا المعروف كذلك باسم ماديبا (1918-2013) بالجزائر كانت حميمية ووثيقة حسب رأي عديد المحللين. ليس من الغريب ان تكون اول زيارة للخارج لنيلسون مانديلا بعد اطلاق سراحه من السجن في فبراير 1990 بعد ان قضى 27 سنة في زنزانات نظام التمييز العنصري إلى الجزائر وعليه فان اقدام نيلسون مانديلا قد وطئت ارض الجزائر لثاني مرة في شهر مايو 1990 ليجد في استقباله رئيس الدبلوماسية الجزائرية حينها سيد احمد غزالي. وقد بقيت هذه الزيارة التاريخية راسخة في ذاكرة سفير الجزائر السابق بجنوب إفريقيا نور الدين جودي الذي كان ترجمانا لمانديلا في سنة 1962. و في مداخلته خلال منتدى الذاكرة حول نيلسون مانديلا والثورة التحريرية الجزائرية نظم يوم الأربعاء الفارط بمناسبة اليوم العالمي لنيلسون مانديلا أكد السيد جودي أن مانديلا تأثر كثيرا بالثورة الجزائرية والدليل انه جاء إلى الجزائر للاستفادة منها خاصة وأن هناك اوجه شبه كبيرة بين البلدين على غرار التمييز العنصري الذي كانت تعاني منه جنوب إفريقيا وكذا الجزائر ابان الاستعمار. ولم تكن الجزائر بحسبه مصدر إلهام للزعيم مانديلا على الصعيد العسكري فقط بل حتى على الصعيد الدبلوماسي حيث استفاد كثيرا من التجربة الجزائرية في كفاحه ضد السياسة العنصرية. لقد حظي نيلسون مانديلا بمناسبة أول زيارة له إلى الجزائر باستقبال الابطال بالقاعة البيضاوية محمد بوضياف من قبل الامين العام لجبهة التحرير الوطني الراحل عبد الحميد مهري حيث القى الرئيس المستقبلي لجنوب إفريقيا لحقبة ما بعد الابرتايد كلمات تنم عن الامتنان الابدي للجزائر حيث قال إنني اول جنوب إفريقي تدرب على حمل السلاح بالجزائر ولما رجعت إلى بلدي لمواجهة نظام الابارتايد شعرت انني اكثر قوة . كما اضاف ان الجزائر هي التي صنعت مني رجلا وهو الاحساس الذي خلده ماديبا في مقام الشهيد بالجزائر العاصمة حيث قام بنصب القبضة الموجهة نحو السماء التي ترمز للنصر في كفاح الشعبين لافتكاك حريتهما من الاستعمار وضد نظام التمييز العنصري حيث يعود هذا الكفاح المشترك إلى ما قبل استقلال الجزائر اي في سنة 1961 تحديدا. في هذا التاريخ ارسل المؤتمر الوطني الإفريقي نيلسون مانديلا إلى مختلف بلدان القارة السمراء بحثا عن الدعم والمساندة للكفاح ضد النظام العنصري للابرتايد وبعد استقلال الجزائر قام المؤتمر الوطني الإفريقي بفتح مكتب بالجزائر حيث كان هذا المكتب ممثلا بشخصيات بارزة في النضال والكفاح ضد الابارتايد على غرار روبار ريشا وجوني ماكاتيني الذي كان مسؤولا عن العلاقات الخارجية للمؤتمر وفي غضون ذلك تعرض نيلسون مانديلا للاعتقال وحوكم في نهاية 1962 على يد نظام التمييز العنصري ببريتوريا. وحكم عليه بالسجن المؤبد ولم تطأ قدماه الاراضي الجزائرية مجددا الا سنة 1990 اي بعد ثلاث اشهر من اطلاق سراحه (11 فبراير 1990) وتم خلالها قبول مناضلين في المؤتمر الوطني الإفريقي في الاكاديمية العسكرية بشرشال وتابعوا تدريبات جد متقدمة. كما أكد الراحل مانديلا في مذكراته بعنوان الدرب الطويل نحو الحرية ان الثورة الجزائرية كانت بمثابة مصدر الهام خاص له حيث انها شكلت النموذج الاكثر شبها لنا لان المجاهدين الجزائريين كانوا يواجهون مجموعات كبيرة من المعمرين البيض الذين كانوا يهيمنون على غالبية السكان الاهالي . ويحيي العالم هذا الاثنين 18 جويلية الموافق لتاريخ ميلاد ماديبا اليوم العالمي لنيلسون مانديلا (يوم مانديلا) الذي تم الاعلان عنه في نوفمبر 2009 بفضل لائحة لمجلس الامن الدولي والتي اعترفت بالمساهمة التي قدمها الزعيم السابق للكفاح من اجل الديمقراطية وترقية ثقافة السلام والحرية على الصعيد العالمي.