قمعت قوات الأمن المغربية على مدار اليومين الماضيين، عدة مسيرات إحتجاجية منددة بالعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، ومطالبة بضرورة إلغاء جميع الإتفاقيات التطبيعية التي أبرمها المخزن مع الكيان الصهيوني المحتل. و نشرت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الامة مقاطع فيديو توثق التدخل العنيف لرجال الامن على متظاهرين نظموا مسيرة سلمية حاشدة في مدينة مكناس, للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب ابادة جماعية, خاصة في قطاع غزة, ولتجديد مطالبهم بضرورة إسقاط التطبيع وطرد الصهاينة من المملكة. و اظهرت مقاطع الفيديو عددا كبيرا من رجال الامن يحملون العصي وهم يطاردون المتظاهرين, الذين يحملون اعلام الدولة الفلسطينية ويتوشحون الكوفيات, وقامت بالاعتداء على عدد منهم بالضرب المبرح. و قالت الهيئة المغربية, في منشور لها على مواقع التواصل, إن "اجهزة الامن قامت باستفزاز المحتجين الذين نظموا وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وقامت بقمعهم, لتتحول الوقفة الى مسيرة حاشدة قوبلت هي الاخرى بالضرب والرفس والاعتقال", مشيرة الى اصابة عدد من المتظاهرين بجروح و اعتقال آخرين. كما اشارت الى ان السلطات المخزنية منعت سيارة الاسعاف من الحضور لنقل احد المصابين الى المستشفى, الشيء الذي قابله المتظاهرون باحتجاج كبير, مهددين بالتصعيد حتى تم احضار سيارة الاسعاف بعد اكثر من 45 دقيقة على الحادثة. و قامت قوات الامن أيضا بقمع مسيرة شعبية سلمية بمدينة تازة, تم تنظيمها تنديدا بالمجازر الصهيونية بحق المدنيين العزل وللمطالبة بإسقاط التطبيع الذي استشرى في اوصال المملكة و أصبح يهدد مستقبلها, مؤكدين رفض الشعب لأي علاقة مع هذا الكيان المحتل. و بدأت المسيرة الاحتجاجية بوقفة سلمية وسط "ساحة الاستقلال" بمدينة تازة, غير ان قوات الأمن قامت بمحاصرة المكان وقمع المشاركين وتعنيفهم, ما تسبب في اصابة عدد منهم بجروح. و فشلت قوات الامن في تفريق المتظاهرين الذين اصروا على مواصلة شكلهم النضالي والتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الجائر الذي استباح دماء النساء والاطفال الخدج, كما عبروا عن رفضهم القاطع للتطبيع الذي "يشكل وصمة عار على جبين المغرب". و بمدينة المضيق, منعت قوات الامن ايضا مسيرة شعبية سلمية, حيث حاولت تفريق المتظاهرين بالقوة والاعتداء عليهم بالضرب.وتحدى المتظاهرون قوات الامن و اكملوا مسيرتهم الاحتجاجية تحت حصار امني مشدد و رددوا مطولا شعارات تعبر عن تضامنهم مع اخوانهم في فلسطين, مستنكرين استمرار المخزن في التطبيع رغم كل ما يرتكبه الاحتلال من جرائم و رغم الرفض الشعبي العارم. كما قامت قوات الأمن المغربية بمدينة اغادير بمنع مسيرة شعبية تضامنا مع غزة, حيث طوقت وحاصرت المتظاهرين الذين عبروا عن رفضهم لكل اشكال التطبيع المشؤوم, مرددين "الشعب يريد اسقاط التطبيع". هذا وتتواصل المسيرات الشعبية الحاشدة المتضامنة مع فلسطين والمناهضة للتطبيع, رغم القمع الامني, وسط انتقادات لاذعة للموقف الرسمي مما يحدث في غزة, وبيانات الخارجية المغربية التي تساوي بين الشهداء الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة. و في السياق, اعلنت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع عن تنظيم مسيرة شعبية "مليونية", الاحد القادم بمدينة الدار البيضاء, تنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة وللمطالبة بفتح معبر رفح و اغلاق ما يسمى "مكتب الاتصال الصهيوني" بالعاصمة الرباط. و دعت الجبهة في بيان لها, الشعب المغربي إلى التعبئة للمشاركة المكثفة في هذه المسيرة, للتأكيد مجددا وبقوة على ضرورة إيقاف العدوان الهمجي على غزة وفتح معبر رفح, و إلغاء جميع الاتفاقيات التطبيعية مع الكيان الصهيوني المحتل الذي يرتكب جرائم غير مسبوقة بحق الشعب الفلسطيني.