توجت أشغال المنتدى الدولي حول موضوع "الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف: مخاطر التضليل والتحيز", والتي اختتمت فعالياتها مساء اليوم الاحد, بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية, بعدة توصيات تصب في مجملها حول استشعار شرف المهنة القائم على الموضوعية والحيادية في تلقي الأخبار وعرضها واعتبارهما التعبير الأمثل لبيان الحقيقة التي ينبغي أن تصل إلى الجمهور, من غير إقصاء أو انحياز أو تضليل. ودعت كبرى وكالات الأنباء الإسلامية والدولية, منها وكالة الأنباء الجزائرية, المشاركة في أشغال المنتدى, الى إيجاد قانون دولي موحد ينظم أخلاقيات العمل الإعلامي, ويقر اللوائح المؤهلة للممارسة الإعلامية الواعية. وأوصى المشاركون في هذا اللقاء المنظم بالشراكة بين رابطة العالم الإسلامي واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا), بالالتزام بالسبل المشروعة في الحصول على المعلومة, وتجنب الوسائل غير الأخلاقية التي تنتهك حقوق الآخرين أو تعتدي على خصوصياتهم و كذا الاعتماد على الجهات الموثوقة ذات المصداقية في نقل الأخبار والتقارير, ومراعاة حقوق النشر عند الاقتباس منها, وتحري الصحة والدقة فيما يقدم أو ينشر من مواد وتقارير إعلامية والبعد عن الاختلاق والقرصنة والتزييف والتحريف ونشر الأخبار المضللة أو الشائعات وإيجاد قوانين وطنية ودولية رادعة لكل أشكال الكراهية. كما تمت الدعوة الى الإعلان عن (جائزة وكالة الأنباء الإسلامية للمهنية الإعلامية), تمنحها الوكالة للهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والأفراد الملتزمين بالقيم الإعلامية بالإضافة الى توفير الحماية للمراسلين الإعلاميين, وتجريم الاعتداء عليهم أو تقييد وصولهم إلى الأحداث ونقلهم لها بكل حرية. وتم التأكيد على أهمية الدعم الوطني والدولي لكل ما من شأنه الارتقاء بالرسالة الإعلامية, وإسهام محتواها في تعزيز الوعي بمختلف مفاهيمه ودلالاته, و الارتقاء بالعملية الإعلامية لتصبح قوة ناعمة لخدمة القضايا الإنسانية, ومساندة الشعوب المظلومة, وحل النزاعات, وتعزيز التحالف الحضاري بين الأمم والشعوب في مواجهة مفاهيم الكراهية ونظريات حتمية الصراع والصدام الحضاري. وتم التأكيد ايضا على ضرورة إيجاد مراصد وطنية ودولية فاعلة, تستطلع وتستشعر إنذارات الكراهية وتعمل على تلافي مخاطرها. كما أوصوا بالالتزام بالمسؤولية الشخصية, والتحلي بالقيم الأخلاقية والاجتماعية, وعدم استخدام أساليب الخداع والابتزاز للوصول للخبر والتحقق من صحته وتوخي الحكمة في تغطيته, بما يسهم في تنوير الرأي العام وتوجيهه بتوازن واعتدال, والابتعاد عن أساليب المبالغة والتهويل, وتجنب الإثارة والتحريض على الكراهية والعنف. للتذكير فقد جرت أعمال المنتدى بمشاركة كبرى وكالات الأنباء الإسلامية والدولية, منها وكالة الأنباء الجزائرية, وأبرز القيادات الدينية والفكرية والقانونية والحقوقية, ومسؤولي المنظمات الدولية. وناقش المنتدى عددا من المحاور بهدف التعرف على "مكامن الخلل في التعاطي الإعلامي مع القضايا الدولية وبشكل خاص الدينية منها, ورصد الأثر السلبي للتحريض والتحيز في الخطاب الإعلامي وخطورته على المجتمعات الإنسانية, سعيا إلى صياغة تحالف دولي مشترك ضد مخاطر التضليل والتحيز ونشر الكراهية في الخطاب الإعلامي.