قالت السلطات الصحية الفلسطينية اليوم الثلاثاء أن "تصفية الوجود الصحي" شمال قطاع غزة يهدف إلى تشريد 800 ألف نسمة وحرمان آلاف الجرحى والحوامل والأطفال والمرضى المزمنين من الخدمات الصحية. وقال المتحدث باسم السلطات الصحية في القطاع, أشرف القدرة, في مؤتمر صحفي, بأن قوات الاحتلال "نفذت إعدامات جماعية شمال غزة, بعد قيامها بتصفية الخدمات الصحية وتدمير المستشفيات و إخراجها عن الخدمة, والهدف معروف للجميع, وهو تصفية ما تبقى من الفلسطينيين في القطاع". و أضاف : "نستغرب صمت العالم وهو يرى المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال شمال غزة. إن إصرار الإدارة الأمريكية على استمرار العدوان على قطاع غزة في مؤسسات الأممالمتحدة وشرعنتها للعدوان وكذا المشاركة في قتل الأطفال والنساء والكوادر الطبية والصحفيين, يعبر عن سقوط مجموعة القيم الأخلاقية والمبادئ الحقوقية التي يدعيها المجتمع الدولي". وفيما يخص المرافق الطبية, قال القدرة أن مستشفيات الجنوب عاجزة أمام الأعداد الهائلة المتوافدة من الإصابات, "الأمر الذي استلزم المفاضلة بين الحالات لإنقاذ حياتها بما يتوفر من إمكانيات سريرية وطبية وبشرية محدودة". و أردف قائلا أن مئات الحالات الحرجة والمعقدة تفترش الأرض وتنتظر أمام غرف العمليات "في مشهد يدمي القلوب", والنتيجة كانت فقدان حياة العشرات من الجرحى والمرضى, مناشدا المؤسسات الدولية التحرك العاجل لدعم المستشفيات بالإمدادات الطبية و الوقود والفرق الطبية المتخصصة لإنقاذ حياة المئات. وتواصل قوات الاحتلال سلسلة الانتهاكات في حق الكوادر الطبية, حيث اعتقلت 10 من الكوادر الطبية من مستشفى "العودة", ليرتفع عدد المعتقلين من الكوادر الطبية الى 99, وذلك "في ظروف اقل ما يقال عنها انها قاسية", يضيف المتحدث باسم السلطات الصحية في غزة. يذكر أن استهداف قوات الاحتلال للمنظومة الطبية أدى إلى استشهاد 310 كادرا صحيا وتدمير 102 سيارة إسعاف و خروجها عن الخدمة, وسط تفاقم الوضع الإنساني والصحي لآلاف المرضى والجرحى وكذا النازحين الذين بلغ عددهم المليون و 800 ألف في مراكز و أماكن الإيواء, حيث يتعرضون لخطر المجاعة و انعدام الماء والنظافة الشخصية والرعاية الصحية.